عندما تتمكن إسرائيل من اختراق الدول العربية تجارياً وسياسياً وعسكرياً فما المقابل الذي يكسبه العرب؟ فالسيطرة على الأراضي العربية واحتلالها منذ عام 1967 مستمران على الضفة الغربية والجولان، والاستيطان مستمر، والسيطرة على الأجواء السورية مستمرة وقتل الفلسطينيين مستمر فماذا كسب، ويكسب العرب من الاختراق الإسرائيلي؟ ولماذا في هذا الوقت الذي يتردى فيه الوضع العربي؟ وحتى يتم التطبيع مع إسرائيل واعتراف العرب بها عليها أن تنسحب من الأراضي المحتلة عام 1967، وأن توقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة لا بل تزيله، وألا تهدد الأمن العربي، وتقف عند حدود عام 1948م. لقد بدأ الاختراق الإسرائيلي باتفاقية كامب ديفيد، واتفاقياتها مع القيادة الفلسطينية والأردنية، والمصرية، وتسعى إلى توسيع ذلك مع دول عربية أخرى.

والأسئلة التي يجب أن يثيرها العرب في وجه الاختراق الإسرائيلي هي:

Ad

لماذا سعت إسرائيل وتسعى إلى السيطرة على مصادر المياه العذبة في الجولان والأردن، وتقيم مشاريع للسيطرة على مياه نهر الليطاني في جنوب لبنان؟ ولماذا بناء هذه القوة العسكرية وتهديد الأمن العربي؟ ولماذا التفرقة العنصرية والإثنية للسياسة الإسرائيلية مع العرب في فلسطين؟ ولماذا استمرار الاستيطان في الأراضي المحتلة؟ ولماذا استمرار الاحتلال للضفة الغربية والجولان؟

وقد يتساءل البعض وماذا عن الأسئلة التي يجب أن يوجهها العرب لأنفسهم مثل: لماذا لا يتمسك العرب بمواقفهم تجاه فلسطين، وبدؤوا يقدمون التنازل تلو الآخر؟ ولماذا لا تكون هناك إرادة عربية تجاه هذه القضية؟ ولماذا يحدث الاختراق الإسرائيلي؟ وهل هو بفعل ضغوط تمارسها الإدارة الترامبية الأميركية؟ ولماذا فقد العرب التمسك بوحدة الهدف، والحد الأدنى من التنسيق والتعاون؟

ولماذا ستكون الإجابة للأسف أننا لا نؤمن بنظرية المؤامرة، ولا أمل في الموقف العربي، والبديل هو الموقف القُطْري حيث تقوم كل دولة عربية بتحديد موقفها، ولذلك حدث ويحدث الاختراق الإسرائيلي سراً وعلانية، ولن يكسب من وراء ذلك إلا إسرائيل والنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.

فهل هناك أمل وعمل لوقف الاختراق الإسرائيلي أم أن المجال مفتوح له ليلعب في الساحة، والعرب يحتاجون عقوداً لترميم أوضاعهم؟ وهل علينا أن نفكر بتداعيات ذلك الاختراق أم أننا غير قادرين حتى على ذلك التفكير؟!

الأسئلة كثيرة وصعبة ولا إجابة لأننا نعيش مرحلة غير قادرين فيها حتى على التفكير السليم.