يبدو أن سوق الغاز الطبيعي يشهد نقصا في المعروض، على الرغم من استمرار الإنتاج الأميركي في تسجيل أرقام قياسية جديدة.

وكان المخزون قد هبط بحدة في الشتاء الماضي. لكن ذلك لم يقلق السوق كثيرا مع توقع مستويات الإنتاج القياسية القادرة على تعويض المخزون.

Ad

وعلى أي حال، تم في الأشهر الستة الماضية تعويض المخزون بوتيرة أبطأ من المتوقع. ونحن نوشك على دخول موسم التدفئة الشتوي ومستويات المخزون عند حدها الأدنى خلال 15 سنة.

وفي الأسبوع المنتهي في 19 أكتوبر وصل مخزون الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي الى 3095 مليار قدم مكعبة، أي أقل بنحو 606 مليارات قدم مكعبة من مستوى العام الماضي و624 مليار قدم مكعبة أدنى من متوسط خمس سنوات.

وسبب هذا الوضع متعدد الوجوه قد لعب الطقس الموسمي دورا في تحقيقه، إضافة الى الزيادة في تركيبة الطلب.

ويقول بنك أوف أميركا ميريل لينش في مذكرة حديثة إن "طقس الصيف الدافئ والطلب على الغاز الطبيعي المسال والتصدير الى المكسيك والقطاع الصناعي لعب دورا في التأثير على تخفيف ارتفاع نمو إنتاج 8.7 مليارات قدم مكعبة محسوبة على أساس سنوي في فصل الصيف الماضي".

ودفع تدني المخزون وأخطار التسليم المحتملة بنك الاستثمار هذا الى رفع توقعاته للسعر في الربع الأول من سنة 2019 الى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بارتفاع عن تقديرات سابقة بلغت 3.40 دولارات لكل مليون وحدة حرارية.

من جهة أخرى، أدى إغلاق مناجم الفحم الى كثير من تحولات الوقود، إضافة الى أن فتح مصانع جديدة تعمل بالغاز والاستمرار في هذا المسار، كما أن الولايات المتحدة أصبحت دولة كبيرة الحجم لتصدير الغاز الطبيعي المسال في سنة 2016 وسوف تستمر الصادرات بالارتفاع في السنوات المقبلة، مع تشغيل المزيد من المحطات. ويتعين أن يفضي الترابط في خطوط الأنابيب الجديدة مع المكسيك أيضا الى مزيد من الشحنات من تكساس الى جارة أميركا الجنوبية.

ذروة الطلب الشتوي

وصلت ذروة الطلب الشتوي في أوائل الـ 2000 الى حوالي 75 الى 85 مليار قدم مكعبة في اليوم، وفق بنك أوف أميركا ميريل لينش، وارتفع ذلك الرقم الى 100 مليار قدم مكعبة في فصل الشتاء الماضي، وهو ما ساعد على توضيح الهبوط السريع في المخزون.

وحدثت فترة برودة قصيرة في مطلع شهر يناير الماضي، ولكن فصل الشتاء بشكل إجمالي كان "قريبا من الطبيعي"، وفقا لبنك أوف أميركا ميريل لينش، وهو ما جعل الهبوط الحاد في المخزون لافتا بقدر أكبر. وبكلمات أخرى، كان الطلب الهيكلي أعلى كثيرا من المعتاد والتشدد المفاجئ لا يرجع الى شذوذ موسمي.

ولكن، كما هي الحال دائما، يمكن أن تكون أسواق الغاز الطبيعي عالية التقلب، وحساسة إزاء شدة الطقس. ويمكن لفترة الطقس الرديء القصيرة في فصل الشتاء المقبل أن تفضي الى ارتفاع في الأسعار، وخاصة مع تدني حاجز المخزون.

وقال بنك أوف أميركا ميريل لينش إن "الشتاء القطبي في 2013 – 2014 حقق تدنيا قياسيا في مستوى مخزون الملح البالغ 54 مليار قدم مكعبة – ومخزون الملح هو المادة التي يتم اللجوء اليها بسرعة. وحذّر بنك أوف أميركا ميريل لينش من أن "شتاء قطبيا آخر يحدث بشكل متوسط كل 7 سنوات في الفترة ما بين 1950 – 2018 سوف يكون كارثيا".

وبخلاف سنة 2014 التي شهدنا فيها لآخر مرة شتاء قطبيا، مع ارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي، فإن هذه المرة أقل برودة للاعتماد في حالة هبوط التخزين الى مستويات متدنية وسط الزيادة على الطلب.

ونتيجة لذلك فإن أسعار الغاز الطبيعي قد ترتفع بقدر أكبر حتى. وقال بنك أوف أميركا ميريل لينش إن الشتاء البارد إذا واكبه ارتفاع في أسعار الفحم مع خفض الانتقال من الغاز الى الفحم، يمكن أن يدفع "نايمكس للغاز الطبيعي" الى ارتفاع قصير فوق سعر 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

ولا يبطل هذا التوقعات المضاربة على الهبوط في الأجل الطويل بالنسبة الى أسعار الغاز الطبيعي.

ويستمر الحظ السعيد في الزيت الصخري الأميركي في مارسيلس ويوتيكا معا في الشمال الشرقي لحوض بيرميان بغرب تكساس. وخلص بنك أوف أميركا ميريل لينش الى القول إنه "بعد فصل الشتاء هذا، نحن نتوقع أن يتفوق الإنتاج نمو الطلب، وأن يفضي الى مخزون أعلى من المعتاد في النصف الثاني من العام المقبل مع خطر اختناقات في سنة 2020، وتقديراتنا للسعر في تلك السنة تظل عند 2.55 دولار لكل وحدة حرارية، مما يعكس المضاربة على الهبوط في الأجل الطويل في الأساسيات.