الدعاء سلاح المؤمن يدعو به ربه في جميع الأوقات، خصوصا عند الشدائد والمحن والكربات والحاجة.

قال الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". وقال أيضاً: "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، وفي الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ".

Ad

وإليكم القصة الحقيقية التالية التي تبين فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل:

"في الثلث الأخير من الليل دخل شيخ دين سعودي المسجد في مصر، وإذا برجل مصري ساجد يناجي ربه ويدعوه بصوت مرتفع: يارب ماليش غيرك، يارب فرج كربتي ويبكي بحرقة.

يقول الشيخ السعودي لما انتهى الرجل من صلاته سلمت عليه وسألته عن سبب بكائه الذي قطع قلبي فقال الرجل: زوحتي عمليتها اليوم في التاسعة صباحا، وتكاليف إجراء العملية 15.400 جنيه، خمسة عشر ألف جنيه وأربعمئة وما عندي ولا جنيه! فرد عليه الشيخ إن شاء الله تفرج كربتك.

أذن المؤذن لصلاة الفجر، فصلى بهم الشيخ السعودي، وبعد نهاية الصلاة جاءه رجل ميسور الحال فسلم عليه وأخبره بأنه تاجر معروف يسكن قرب المسجد في شقة جديدة، ويملك مصنعاً يدرّ عليه خيراً كثيراً، وقال له: معي زكاة مالي خمسة عشر ألف جنيه وأربعمئة، أريد أن أعطيها للمحتاجين، يقول الشيخ بكيت عندما سمعت ما قاله لي، بأن زكاة ماله 15.400 جنيه، وبحثت عن الرجل في المسجد فناديته، وأخبر الرجل التاجر بأن زوجته عمليتها في الساعة التاسعة صباحاً، وتكاليف إجراء العملية 15.400 جنيه، وما عنده ولا جنيه، فبكى التاجر ومعه الشيخ وصاحب الحاجة.

يقول الشيخ أصبحنا ثلاثتنا نبكي في المسجد والمصلون مستغربون ولا يعرفون سبب بكائنا، وأخرج التاجر المبلغ من جيبه وسلّمه للرجل المحتاج، فقام الرجل فوراً، فدعا ربه وشكره على تفريج كربته، ثم شكر التاجر والشيخ وانصرف إلى بيته".

العبرة من هذه القصة أن المسلم الحق يجب أن يعرف ربه، ويلجأ إليه في الشدة والرخاء، إذا سأل فليسأل الله وليتوكل عليه، فهو حسبه، وصدق رب العالمين القائل في كتابه الكريم: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".