تفصلنا عدة أيام عن انعقاد الدور التشريعي لمجلس الأمة بعد إجازة صيفية طويلة حملت في بعض أيامها مفاجآت من العيار الثقيل، خصوصا بعد إعلان بعض النواب نيتهم تقديم عدة استجوابات لوزراء، فضلاً عن استجواب رئيس مجلس الوزراء، وما سيحمله من مفاجآت أيضاً.

ورغم تكهنات البعض بشأن سياسة حكومية جديدة ستتصدي لملف الاستجواب وطيّ الخلافات عبر بعض الإصلاحات، فإن كل هذه الأمور باتت لبعض النواب من الأمور غير الموثوق بها بعد تخاذل بعض الوزراء عن أداء أدوارهم، وانكشاف بعضهم مع أول قطرة مطر امتدت لتغرقهم في مستنقع المخالفات، وغيرها من الأمور التي نضع تحتها خطاً كبيراً يمتد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال في ظل "التوهان" الذي تعانيه بعض الأجهزة الحكومية.

Ad

ولكن هل الأمر متعلق بالحكومة فقط؟ الإجابة تضع النواب تحت الاختبار والمواجهة، خصوصا أولئك الذين يدّعون الإصلاح، وهم بعيدون كل البعد عنه، أو الذين يتوعدون بمحاسبة الوزراء في كل مرة وفي نهاية الأمر لا يوجد إلا فقاعات صابون تخرج تحت شعار الإصلاح الزائف والتهديد والوعيد لتنفيذ بعض الأهداف والمنافع.

إن دور الانعقاد سيحمل معه ملفات ثقيلة جداً، خصوصا التي تستهدف مرمى بعض الوزراء الذين لم يلتزموا بتعهداتهم في معالجة بعض التراكمات في وزاراتهم التي تعاني ويلات بعض المستشارين الذين ينفذون رغباتهم على حساب مصلحة البلد، بل هناك من يدمّر ولا يبني، وللأسف الشديد بعض القياديين يخشون التصدي لهذه البطانة وينفذون متطلباتها رغماً عن أنفهم، وينفذون سياساتها رغم تفاوت المناصب، وإن قرب بعض المستشارين من الوزراء دمر أوضاع البلاد والعباد.

كما أن القضية تتطلب وضع ضوابط خاصة لمسمى مستشار تحدد فيه اختصاصاته ومنع تمدده في الجهاز الحكومي، وتنفيذ رغباته وفقا لأهوائه الخاصة ومشاريعه المستقبلية الشخصية، خصوصاً عندما تكون الوزيرة أو الوزير أداة بيد هذا المستشار المتلاعب، وعلى النواب وضع تشريع خاص لمنصب المستشار الذي تحول إلى وسيلة تنفيع لبعض المقربين أو المنفذين لسياسة الدمار، خصوصا الذين يحمون أقاربهم وأصدقاءهم وغيرهم من تنفيذ القرارات التي يجب أن تطبق على الكبير قبل الصغير وعلى المستشار وأقربائه وشلتهم قبل أي أحد آخر.

إن المرحلة المقبلة ستسقط فيها بعض الأقنعة المزيفة لنواب تصنعوا المحافظة على المال العام ومعالجة الاعوجاج والتصدي للفساد، ووزراء وضعوا رقابهم تحت رحمة بعض المستشارين، فيما مسلسل الفساد والقفز على القانون وتجاوزات المال العام أمام مرأى ومسمع الجميع.

آخر الكلام:

المستشار فلافل أصبح في حيرة، والقيادي زعلان أصيب بالتخمة، وشلة الأنس صارت في خبر كان.