الزوجة الصالحة هي التي تعرف ما يحب زوجها وما يكره في بداية زواجهما، فتقوم بعمل كل ما يحبه وتبتعد عما يكرهه ويغضبه، لكي «لا تقع الفاس في الراس»، ويحدث أبغض الحلال الطلاق الذي انتشر في مجتمعاتنا كانتشار النار في الهشيم.

وقد نشرت صحيفتا «الراي» و»الأنباء» خبراً عن الطلاق بأن عدد حالات الطلاق في الكويت 22 حالة يوميا!! هل يعقل يا وزارة العدل أن هذا الرقم صحيح؟ إذا كان صحيحاً فهذه كارثة، لا بل طامة كبرى، أين جمهور الجهات المسؤولية وأولها العدل للتقليل من نسب الطلاق المرتفعة؟

Ad

كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا فقد كتبت عشرات المقالات في الصحافة الكويتية ناشدت فيها نواب مجلس الأمة ووزارة العدل والشؤون والأوقاف والتربية بعمل دورات إلزامية تثقيفية لتوعية الشباب والفتيات المقبلين على الزواج لمعرفة حقوق وواجبات الزوجين، وكيفية السيطرة على الغضب، وحل المشاكل التي تحدث في بداية الزواج، نعود لبداية المقال عن الزوجة الصالحة التي تعرف بذكائها ما يحب زوجها وما يكره.

وإليكم الموقف التالي الذي نقله ابن الجوزي في أحكام النساء أنقله بتصرف:

قال الزوج لصاحبه: من عشرين عاما لم أر ما يغضبني من زوجتي!

الصاحب: «ودي أصدقك بس قوية؟!».

الزوج: في أول ليلة دخلت على زوجتي قالت لي: إني غريبة عنك، ولا علم لي بأخلاقك وأطباعك، فبين لي ما تحب فآتيه وما تكره فأتركه.

الزوج: إنك قلت كلاماً إن ثبت فهو حجة عليك، أحب كذا وكذا... وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها وما رأيت من سيئة فاستريها.

الزوجة: كيف محبتك لزيارة أهلي؟

الزوج: ما أحب أن يملني أصهاري (يعني لا يريدها أن تكثر من الزيارة).

الزوجة: فمن تحب من جيرانك يدخل بيتك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟

الزوج: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.

الزوج لصاحبه: بتُّ معها بأنعم ليلة، وعاشت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالما».

نصحيتي لكل شاب وفتاة حديثي الزواج بالجلوس معا أول ليلة لأنهما غريبان عن بعضهما، فيخبر الزوج زوجته بما يحب ويكره، والزوجة كذلك تخبره بما تحب وتكره، ويتعاهدان على تنفيذ اتفاقهما، وبالتالي سوف يعيشان في سعادة وهناء وراحة بال، وتقل نسب الطلاق التي نراها في محاكمنا يوميا.

فهل يستجيب الزوجان لنصيحتي؟ آمل ذلك.