يستعد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم، لإجراء أضخم تدريبات عسكرية له في النرويج، منذ نهاية الحرب الباردة، بمشاركة كل الدول الأعضاء، للتأكد من الجاهزية القتالية في حال تعرض دول الحلف لهجوم.

وأعلن «الناتو» أن مناورة «ترايدنت 2018» سيشارك فيها 50 ألف جندي و150 طائرة و60 سفينة حربية و10 آلاف مركبة عسكرية.

Ad

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس، حرص الحلف على إطلاع روسيا على تفاصيل المناورات، وقد تمت دعوة اثنين من المراقبين العسكريين الروسيين، واثنين من بيلاروسيا لمشاهدة المناورات.

وتأتي هذه المناورات مع تصاعد التوتر الذي يذكر بالحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، على خلفية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، السارية منذ عهد الاتحاد السوفياتي، متهما روسيا بانتهاكها بتطوير صاروخ «9 إم 729» الأرضي.

وأمس، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، انه «خطير جدا» ويهدف إلى إثارة سباق تسلح جديد.

وفي دعم أطلسي جزئي لترامب، بعد رفض العديد من الدول الأعضاء في الحلف، قراره بالانسحاب من المعاهدة، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ روسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى من خلال تطوير صواريخ جديدة.

وقال ترامب، في مؤتمر صحافي عقده بمقر الحلف، في بروكسل، إن هذه «المعاهدة بارزة، لكن المشكلة هي أنه لا يمكن أن تكون فعالة إذا احترمها طرف واحد، لقد عبر حلفاء الناتو عن قلقهم من تطوير صاروخ روسي جديد»، مؤكدا أن «روسيا تنتهك المعاهدة لأنها تطور صاروخا جديدا من طراز SSS 8».

وأشار الأمين العام إلى أنه من المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء الـ23 اليوم، في مقر الحلف ببروكسل لمناقشة عواقب التحدي بين موسكو وواشنطن، ونبه إلى «أننا لا نريد خوض حرب باردة جديدة، ولا نريد سباقا جديدا للتسلح».

وأضاف: «لا أعتقد ان الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستوافق على نشر المزيد من الأسلحة النووية في أوروبا، للرد على النظام الصاروخي الروسي الجديد».

وتحظر المعاهدة الصواريخ الباليستية التي تطلق من الارض وصواريخ كروز بمدى يتراوح ما بين 500 و5500 كيلومتر.

بوتين

الى ذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استغرابه من استمرار الولايات المتحدة «في اتخاذ إجراءات عدائية غير مبررة بحق روسيا، وتواصل القيام بذلك رغم ان روسيا لا ترد عليها».

وقال بوتين، أمس الأول، خلال لقائه مستشار البيت الابيض للامن القومي جون بولتون، «نحن نسمع أن واشنطن تخطط للانسحاب من اتفاقية الحد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وتتردد حيال تمديد العمل بمعاهدة تصفية الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 3) وعازمة على عسكرة الفضاء».

وأوضح أن المحادثات الروسية - الأميركية يجب أن تتركز على مناقشة قضايا الاستقرار الاستراتيجي ونزع السلاح والنزاعات الإقليمية، معيدا الى الاذهان أن واشنطن انسحبت من معاهدة الدفاع الصاروخي قبل عقدين. إلا أنه أكد أهمية مواصلة الحوار مع ترامب.

من ناحية أخرى، أبدى الكرملين أمس استعداده بحث احتمال قيام بوتين بزيارة للولايات المتحدة السنة المقبلة، كما اقترح بولتون، لكنه أوضح أنه لم يتم اتخاذ «أي قرار ملموس» في هذا الصدد.

وكان بولتون أعلن خلال زيارة قام بها هذا الاسبوع لموسكو أن قمة بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترامب «من المرتقب أن تبحث» في 11 نوفمبر في باريس، حيث سيلتقي الرجلان على هامش الاحتفالات بانتهاء الحرب العالمية الأولى.

وقال بولتون: «سيكون هناك أولا احتمال قمة تعقد في واشنطن السنة المقبلة، ثم بعدها زيارة لترامب لموسكو في وقت لاحق خلال السنة نفسها».

وأمس الأول، قال الرئيس الأميركي إنه ربما يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عندما يزور باريس في 11 الشهر المقبل.

إيطاليا

على صعيد آخر، استقبل بوتين أمس رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي يحرص على تعزيز العلاقات مع روسيا.

ومن موسكو، أشاد كونتي بـ «متانة» اقتصاد بلاده، بعد أن رفضت المفوضية الاوروبية ميزانية ايطاليا لعام 2019.

وقال كونتي، أمام جمع من رجال الاعمال الروس والايطاليين، «نحن المجتمع الصناعي الثاني في أوروبا، ونحن على الأرجح البلد الذي يملك النسيج الاقوى للشركات الصغرى والصغيرة، والأمتن في أوروبا وعلينا أن نفخر بذلك».

وشدد «نحن فريق كبير يضم الحكومة والمؤسسات والمستثمرين والعمال. وعلينا أن نعمل معا كفريق».

وتابع: «في ميزانية 2019 نولي انتباها لخفض الضريبة، لأننا ندرك أن كلفة العمل في إيطاليا تراكمت على مر الوقت، وهي تؤثر على قدرتنا التنافسية»، مشيرا الى أن ايطاليا لديها «كل الميزات لإطلاق العنان لقدراتها».

واستبعد الائتلاف الحاكم في إيطاليا أمس الأول تعديل ميزانية 2019 رغم رفض المفوضية الأوروبية لها في قرار غير مسبوق في تاريخ الاتحاد الاوروبي.

وحافظ ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة (يمين متطرف)، والرجل القوي في الائتلاف مع حركة خمس نجوم الشعبوية، أمس، على خطابه الهجومي.

وقال في تصريحات إذاعية إن قرار المفوضية «هجوم على الاقتصاد الايطالي. ونحن لن نغير أي شيء في الميزانية، بل اذا استمروا في الضرب العشوائي فإن ذلك سيزيدني رغبة في منح مزيد من المال للإيطاليين».

وأكد: «اننا إزاء إيطاليا التي ترغب في أن تجري وليس في أن تكـــــــــــون خاضعـــــــــــة لقواعـــــد لا معنى لها»، مع تأكيده مجددا أن الحكومة تريد أن تمنح مزيدا من الوقت للحوار مع بروكسل دون الرضوخ «لسياسة الإرهاب النفسي».