استقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أمس في الرياض، عائلة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، وذلك بعد أن قدم الرجلان العزاء للعائلة بوفاة الصحافي المعروف داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية بداية الشهر الجاري، في حادثة أثارت حملة دبلوماسية واسعة ضد الرياض.

واستقبل الملك سلمان والأمير محمد صلاح خاشقجي، نجل الصحافي السعودي، وسهل خاشقجي، شقيق الصحافي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

Ad

جاء ذلك، بعدما اكدت الحكومة السعودية، أمس، محاسبة "المقصر كائنا من كان" في مقتل خاشقجي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وأكد مجلس الوزراء السعودي أن التوجيهات والأوامر الملكية على إثر الحدث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن السعودي خاشقجي، وما اتخذته المملكة من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة ومحاسبة المقصر كائنا من كان لتجسد اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن.

وقال المجلس، في بيان عقب جلسته الأسبوعية، التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين، أن تلك التوجيهات والأوامر تعكس عزم القيادة على ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك.

وشدد المجلس على أن المملكة أسست على نهج مستمد من الشريعة الإسلامية السمحة، ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها، وترسيخ أسسها، منوها بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات.

وقال بيان، بعد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، نشر على الوكالة، إن "التوجيهات والأوامر الملكية الكريمة إثر الحدث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي (...) وما اتخذته المملكة من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، ومحاسبة المقصر كائناً من كان، تجسد اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن". وأكد بيان الحكومة "عزمها على ألا تقف الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك".

الجبير

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس، إن المملكة ملتزمة بإجراء تحقيق شامل في مقتل خاشقجي، مشددا على أنه سيتم القبض عن كل المسؤولين عن الحادث.

وأضاف الجبير، في مؤتمر صحافي بإندونيسيا، أنه سيتم اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار ما حدث.

وأكد الجبير أن السعودية ستواصل تقديم المعطيات عن مقتل خاشقجي بمجرد توافرها، مضيفاً: "نريد كشف المعلومات بأقصى دقة ممكنة، وليس المزاعم والشائعات والأقاويل، وهذا الأمر يتطلب وقتا، ويجب توخي الحذر".

أزمة

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، في كلمة ألقاها في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" "كما تعلمون هذه أيام صعبة (...)، ونحن نمر بأزمة".

واعتبر أن مقتل خاشقجي "مقيت ومؤسف، ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره". وكان ولي العهد السعودي قد استقبل مساء أمس الأول في الرياض وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، بعد ساعات من تلقيه اتصالا من غاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره.

إردوغان

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد طالب، في خطاب ألقاه أمس أمام كتلة نواب حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم في أنقرة، بمعاقبة "كل الذين لعبوا دورا" في أحداث القنصلية السعودية في إسطنبول، واقترح أن تتم محاكمة المشتبه بهم الـ 18 الذين أعلنت الرياض أنهم موقوفون في قضية وفاة خاشقجي بتركيا، وطالب بتحقيق دولي محايد.

وأكد إردوغان أن ما قامت به الحكومة السعودية "خطوة مهمة"، وأضاف: "ننتظر منها الآن أن توضح مسؤولية كل شخص في هذه القضية، من القمة الى القاعدة، وأن تحيلهم الى القضاء"، مؤكدا أنه يثق تماما بالعاهل السعودي الملك سلمان، وبحسن نية المملكة.

وفي الوقت نفسه، ادعى الرئيس التركي أن وفاة خاشقجي لم تكن أمرا عرضياً، بل جريمة تم التخطيط لها قبل أيام بعد زيارة أولى للصحافي الى القنصلية في 28 الشهر الماضي، وتساءل عن مكان وجود الجثة وهوية المتعهد التركي الذي قالت السلطات السعودية إنه تم تسليم الجثة له، وكذلك عن هوية الشخص الذي أعطى الأوامر بتنفيذ العملية.

روسيا

ودعت الرئاسة الروسية، أمس، إلى الاعتماد على معلومات رسمية موثوق بها في التعامل مع قضية خاشقجي. وقال المتحدث باسم "الكرملين"، دميتري بيسكوف، في تصريح "للرد على قضية الصحافي (خاشقجي) نحتاج إلى معلومات مؤكدة، وقد سمعنا تصريحات رسمية من الرياض تشدد على عدم تورط أفراد العائلة الحاكمة فيما حصل، ونأخذها في الاعتبار، وكل ما تبقى يعود للتحقيق، ولا بد من الاعتماد هنا على معلومات رسمية مؤكدة".

وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق أن أعلن موقفه إزاء قضية خاشقجي، إذ قال، أثناء مشاركته في منتدى "فالداي" الدولي للحوار الأسبوع الماضي، إنه لا يجوز اتخاذ إجراءات تضر بالعلاقات مع السعودية قبل انتهاء التحقيق في القضية.

لقاءات

واستقبل الملك سلمان، أمس، رئيس وزراء باكستان عمران خان. وتم خلال الاستقبال، استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة. كما تسلّم رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، سلّمها اليه وزير الخارجية المصري سامح شكري.