أبداً ليس الغطاء، سواء كان حجاباً أو عباءة أو أي لباس محتشم أو تقصير ثوب الرجل وإطلاق لحيته، دليلاً على التدين والتمسك بتعاليم هذا الدين العظيم والعقيدة الإسلامية.

نرى أن التدين أصبح ظاهرة للوصول إلى المآرب المرجوة في جميع القطاعات ‏وتسهيل المهام عبر الوساطات، حتى إنه بات يعتبر الكارت الفائز للدخول إلى المجالس المهمة في البلد، بل حتى إلى مجالس إدارات الجمعيات التعاونية للاستفادة والتنفع وصولاً إلى اختلاس الأموال.

Ad

ورغم أننا لا نعمم ذلك على الجميع، لكن البعض أو الكثيرين للواقعية والصراحة يقومون باستغلال الدين واللحى الطويلة في الحصول على منافع، وكلما قصر الرجل دشداشته للحصول على شكل رجل دين مزيف كان وصوله إلى مبتغاه أسرع، سواء عبر معاملة أو تجاوز أو أي نوع من أنواع التحايل والوصولية، فما دام ملتحيا فله الأحقية... عجباً!

وكما ذكرت في العنوان في الأعلى، ليس كل لحية غانمة يا أعزائي، بل من أبشع وأفظع الاستغلالات أن يمثل الإنسان دور المتدين للوصول إلى غايات نفعية وصولية، فهذا نوع من أنواع النفاق، والكثيرون من هذه الفئة ليس لهم هَمّ في حياتهم سوى الزواج والأكل والنوم لا غير، وينظرون إلى أغلبية الناس عداهم على أنهم كفار أو في ضلال وناقصو دين وخلق، مع أنهم قد لا يعرفون من القرآن الكريم إلا تعدد الزوجات وكثرة الأبناء للاستمتاع لا غير.

الدين الحقيقي أبداً لا يكون بالشكل، بل يكون بحضور الإيمان في القلب، مع الضمير الواعي والقلب الرحيم والخلق الكريم والإخلاص والصدق، تلك بعض من أهم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

نعرف تماماً أن هنالك شيوخ دين أكفاء حقيقيين وإن لم يكونوا كثيرين، غير أننا لا ننكر وجودهم فهم خير سلف للصالحين من قبلهم ونأخذ منهم المشورة والفتاوى للاستفادة منها في حياتنا وديننا باتباعنا للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لنبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وكما يقال «لو خليت خربت»، فما زال هناك الصادق الحريص على دينه وأحكامه، حفظ الله تعالى ديننا الإسلامي العظيم من كل منافق يتاجر به لمصالحه وأهواء جماعته.