التلوث البيئي بدأ يجعل الإنسان أكثر خوفاً من المستقبل، لأن نتائج هذا التلوث ستترك أثرها في حياته، لأنه من الطبيعي أن يترك النشاط البشري أثره في البيئة، والذي فاق تأثيره كل العوامل غير البشرية، كالكوارث الطبيعية مثلا، وهذا ما أظهرته نتائج الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي في العالم في شأن التلوث البيئي، والتي أثبتت أن الجراثيم والأمراض الحديثة بدأت تحرق الأخضر واليابس.

فكيف نصل بالتوازن البيئي إلى معدله الطبيعي؟ من المؤكد أن هذا يتطلب مراجعة لسلوكياتنا نحن البشر، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، ولا يمكن أن ننعم بخيرات التوازن الكوني والبيئي إلا بالالتزام بالقوانين التي تحد من التلوث.

Ad

وهنا يحضرني استطلاع للمنتدى العربي للبيئة (أفد) في 2 نوفمبر 2017 ضم 22 بلدا عربيا ونشرته صحيفة "الراي" الأردنية، حيث بين الاستطلاع أن نسبة 95% من عينة الاستطلاع أكدوا أن بلدانهم لا تقوم بما يكفي للتصدي للتحديات البيئية، واعتبرت غالبية المشاركين في الاستطلاع من الكويت أن التلوث البحري والساحلي هو المشكلة الرئيسة في التلوث في الكويت.

والواقع أن الكويت ممثلة بالهيئة العامة للبيئة، برئاسة الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح مدير عام الهيئة لم تدخر جهدا في هذا الجانب، فاتخذت كل الإجراءات الممكنة لتفادي الأضرار البيئية، حيث أنجزت قانون حماية البيئة في 2014 وعملت على تعديله قي 2015، ونشرته على موقعها الإلكتروني، ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، بعد أن لاحظت استهتاراً من بعض رواد البحر والبر، وما يمكن أن تسببه المخلفات من ضرر خطير على الصحة، وتضمن القانون تغليظ العقوبات على المخالفين للبيئة سواء ما يتعلق بالأفراد أو المؤسسات، فضلا عن رصد مستوى التلوث في كل مناطق الكويت، لا سيما الأماكن القريبة من المنشآت النفطية.

وقامت الهيئة بغرس شتلات الأشجار في منطقتي كبد والصليبية، وتواصلت مع المؤسسات والوزارات التي لها علاقة بالتلوث كالنفط والصحة والتربية، وكذلك مع جمعيات النفع العام الخليجية، وشاركت في الملتقيات الخليجية المهتمة بسلامة البيئة، بالإضافة إلى التوعية الإعلامية البيئية، على مستوى الكويت سواء في الإذاعة أو في التلفزيون، ناهيك عن تشجيع الفرق التطوعية المهتمة بالبيئة، وعلى رأسها فريق الغوص الكويتي الذي نرفع للشباب المتطوعين فيه القبعة، ونهنئهم على هذا العطاء الوطني الكبير، لما أنجزوه من رفع للمخلفات في شواطئ الكويت والجزر الكويتية والمحافظة على الشعب المرجانية في الشواطئ الجنوبية للكويت، ومنجزات كثيرة يصعب حصرها في سطور هذا المقال.

ألا ترون معي أن الشعار الذي رفعته الهيئة "تسوى نحميها" لا يخصها وحدها فقط، بل يخصنا جميعاً؟ كم أفخر عندما يترجم كل منا هذا الشعار إلى سلوك وطريقة حياة!!