"انعدام الخدمات في جواخير الوفرة" وتوسعاتها، عنوان عريض للعديد من المشاكل التي يعانيها المربون وأصحاب الجواخير والمزارع في تلك المنطقة التي تعاني عدم وصول "التيار الكهربائي والمياه والطرق إليها"، إضافة إلى عدم وجود نقاط أمنية وخدمات استهلاكية بالقرب منهم.

"الجريدة" جالت في منطقة الوفرة بصحبة أبوفيصل (أحد أصحاب مزارع الخيول الذين خصصت لهم مزرعة في قطعة 5 بالوفرة)، وكانت بداية الجولة على طريق الوفرة الذي تحيط به الكثبان الرملية من كلا الجانبين، إضافة إلى الالتفافات المفاجئة على الطريق، والسرعة الزائدة عليه من قبل بعض رواده، وعدم الالتزام بالسرعة المحددة، في حين أن الطريق لا يسمح بتلك السرعات المميتة في بعض انحناءاته المفاجئة، مع وجود الكثبان الرملية التي تفرش الطريق في بعض المناطق.

Ad

والمفاجأة في منطقة الجواخير، على حد قول أبو فيصل، تتمثل في تخصيص موقع للخدمات، إلا أن الموقع مهجور بالرغم من وجود بعض الأبنية التي سكنتها الكلاب والحشرات، إضافة إلى أنه لا توجد نقطة أمنية، بالرغم من وجود مبنى لمخفر، مشددا على أن المكان "فقير من الخدمات" بشكل كامل.

قطعة 5

وبالانتقال إلى قطعة 5 بالوفرة، لاحظنا انعدام الخدمات بشكل كامل، فلا توجد بها كهرباء، وبعض الطرق لم تعبّد بالأسفلت، إضافة إلى أن الإهمال البيئي منتشر بها في أكثر من مكان، حيث استغل بعض أصحاب مزارع الخيول بعض المناطق لترك سيارات وباصات مهجورة، إضافة إلى تحويل بعضها إلى مقالب للقمامة بأشكالها المختلفة، وأصبحت مرتعا للكلاب الضالة في المنطقة.

الحكومة مشكورة

وأشار أبوفيصل إلى أن الحكومة مشكورة خصصت لهواة تربية الخيول إقامة تلك المزارع التي تحافظ على تلك الثروة المحلية والعربية، وتساهم في إكثارها بالوطن العربي، إلا أن تربية الخيول تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة، ولا يمكن أن تتم تربيتها من دون وجود كهرباء، فمع الحر الشديد قد تهلك تلك الخيول، وخسارة أصحاب المزارع تكون كبيرة عند انقطاع التيار الكهربائي لارتفاع أسعار تلك الخيول العربية الأصيلة.

وأشار إلى أنه خلال فترات الصيف في المناطق التي توجد بها كهرباء ينقطع التيار في بعض الأحيان، وتصل فترة الانقطاع إلى 24 ساعة، وتلك مدة طويلة كفيلة بأن تحدث مشاكل كثيرة لأصحاب المزارع، لافتا إلى أنه بسؤال المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء، أشاروا إلى أن محطة الكهرباء المغذية الموجودة في المنطقة قديمة، ولا تكفي لتغطية هذا التوسع في المزارع.

وتساءل: هل يعقل ألا يكون هناك تنسيق بين جهات الدولة المختلفة التي تخصص تلك المزارع، ولا توفر الخدمات الأولية التي يحتاج إليها المزارع الكويتي؟

وأشار إلى أن أقرب جمعية تعاونية بينها وبين قطعة 5 في الوفرة نحو 15 كيلومترا، وهي مسافة بعيدة جدا بالنسبة إلى قاطني تلك القطعة، مطالبا جهات الدولة، سواء وزارة الأشغال أو الكهرباء أو الداخلية أو البلدية، بالتنسيق من أجل توفير الخدمات المختلفة في المنطقة التي تعاني شحّا وقحطا في تلك الخدمات بشكل كامل.