إذا كانت العربية لغة الطب سابقاً والشعر النبطي حالياً، فالإنكليزية لغة الفلك والفيزياء والطب والبيطرة والتاريخ العالمي والجغرافيا والفن بكل أنواعه. يكفي أنك بالإنكليزية ممكن أن تبحث التاريخ العربي الإسلامي وتطلع على القرآن الكريم مترجماً وتقرأ صحيح الحديث بسائر الروايات والأسانيد، فماذا سيخسر العالم لو انقرضت لغتنا؟

أنا عربي مسلم، وهذا لا يهم في البحث العلمي، فالأمانة العلمية تقتضي النظرة الموضوعية. سنفترض انقراض الإنكليزية وانقراض العربية، لنرى أيهما أهم!

Ad

في سنة ٢٠٢٠، أطلق مخترعون إرهابيون، أقماراً صناعية تطلق موجات تقضي على كل خلايا أدمغة البشرية الحاوية للغة الإنكليزية، فجأة 1.5 مليار إنسان سيضطرون إلى استعمال لغة أخرى للتحدث بينهم، بدلاً من الإنكليزية، فهذه إحصائية متحدثي الإنكليزية، التي خسرت 171.476 كلمة منها معناها، وهذا إجمالي كلمات المعجم الإنكليزي.

الكل سيرى رموز الإنكليزية عندئذ، كما نرى الهيروغليفية، ستنهار لوجستيات الصيدلة وأرشيفات الجراحة والتعاليم الطبية، ومخططات المشاريع المعمارية بالوطن العربي وغيره من الأوطان والقارات، "غوغل" سيموت، ومعه ملايين المواقع والتطبيقات، ستتحول مليارات الأفلام والأغاني وألعاب الفيديو إلى مجرد قعقعة، ومليارات المناهج العلمية والأدبية بكل التخصصات غير الدينية بكل أكاديميات العالم إلى طلاسم غريبة، بسبب اعتمادها الأساسي على الترجمات الإنكليزية، تريليونات المطبوعات ستنقلب إلى مجرد أوراق... السياسيون سيتصارعون إلى فراغ اللغة الانكليزية في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الأممية، التفاهم بين التجار سيتجمد حتى إشعار آخر، ومعه الديون البنكية وكل إجراءاتها مع العملاء الدوليين، فالمواثيق بينهم بالإنكليزية، بل حتى الطائرات ستختل في السماء بكل خطوط الدول، لأن تنسيق طواقمها هو باستخدام الـ "ENGLISH" كأساس التواصل، حتى المقاهي في المجمعات لن يعرف موظفوها كيف يخدمون زبائنهم العرب وحول العالم.

الأرجح أن ثاني أكثر لغة انتشاراً، الإسبانية، ستتربع على ذلك العرش من الشعبية الثقافية الذي لم يسبق أحد الإنكليزية به في تاريخ البشرية، فمتحدثو الإسبانية اليوم هم أكثر من 437 مليونا، سائر اللغات ستتغذى منها لتحقن معاجمها بمفرداتها كما فعلت الإنكليزية. والآن نفترض أن أولئك الإرهابيين عملوا نفس الجريمة بالعربية، فماذا سنخسر؟ الجواب للقارئ.