في مقال الأسبوع الماضي ذكرنا أن الوكيل السياسي البريطاني في الكويت شكسبير كتب رسالة مهمة، وسلمها إلى فريق البحث عن الصوماليين المجرمين، الذي يقوده التاجر يوسف بن حسين بن علي، والنوخذة عيسى القطامي. هذه الرسالة ساعدت في القبض على الجناة، عندما تم التعرف عليهم لاحقاً ومنع هروبهم، وإليكم نص الرسالة بعد الترجمة:

"إلى جميع المسؤولين البريطانيين،

Ad

حامل هذه الرسالة يوسف بن حسين بن علي يزور موانيء الخليج الفارسي بحثا عن معلومات حول بلم تملكه عائلته تمت سرقته من قبل أربعة صوماليين من طاقمه.

سأكون مسرورا في حال تقديم أي مساعدة يطلبها لإحضار القراصنة للعدالة. وقد تم إبلاغه انه عليه أن يقدم أية معلومات يحصل عليها الى اقرب مسؤول بريطاني وان يستمع الى أوامره."

كما وردت ملاحظة في أسفل الرسالة نصّت على أنه في حال رغب المذكور (أي يوسف بن حسين)، وهو في ميناء مسقط الصعود على البواخر، في التفتيش عن الصوماليين الأربعة، فإنه من المأمول أن يَسمح له الربابنة بذلك، أي أن الوكيل السياسي في الكويت يأمل ألا يُمنع يوسف من التفتيش في البواخر بحثاً عن القتلة المجرمين.

وأرسل الوكيل السياسي في الكويت نسخة من هذه الشهادة إلى مكتبي الوكالة السياسية البريطانية في البحرين ومسقط، وأكد لهما أنه شدد على يوسف بن حسين عند القبض على المجرمين فإنه يتم تسليمهم إلى العدالة، وعدم أخذ الثأر منهم بنفسه. كما كتب رسالة باللغة العربية إلى الوكيل السياسي في إمارة الشارقة يطلب منه المساعدة، ويفيده بأن شخصاً كويتياً يبحث عن القراصنة في الشارقة، وهذا نص الرسالة:

"من قبطان شكسبير بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليز في الكويت الى جناب الاجل الاحشم خان بهادر عبداللطيف وكيل باليوز في الشارجة دام بقاه،،

غب سوالنا عن خاطركم دمتم بخير بعده، واصلكم هذا المكتوب ابراهيم بن جاسر هو يروح الى دبي والشارجة وبنادر عمان يتفحص عن اربعة انفار السومال الذين قتلوا سيف ولد بن سيف واحد من اهل الكويت وانا أمرناه لا يسوي شي الا بمراجعتك وانشا الله انتم تساعدونه وتجعلون نظركم عليه هذا ما لزم ودمتم سالمين محروسين.

في 29 شعبان 1331 مطابق 30 يوليو 1913".

كما أرسل الوكيل السياسي في الكويت برسائل أخرى إلى مسؤولين إنكليز آخرين في أكثر من ميناء منها رسالة إلى ميناء لنجة الإيراني ذكر فيها اسم "صالح بن فلاح"، وطلب التعاون معه وتسهيل مهمته من أجل القبض على الصوماليين الأربعة.

وورد في رواية المؤرخ العم سيف بن مرزوق الشملان أن النوخذة "بن عثمان" رافق يوسف بن حسين في عملية البحث، وكان له دور في القبض على المجرمين، والمقصود بابن عثمان هو النوخذة يوسف بن أحمد العثمان (من سكان الحي الشرقي) رحمه الله المتوفى عام 1948، وعمره يزيد على مئة عام.

في المقال المقبل إن شاء الله سننشر وثيقة تشرح كيفية القبض المجرمين، وبعض التفاصيل الأخرى.