يبدو أن نادي ريال مدريد الإسباني يعيش أزمة حقيقية بعد تعثره للمباراة الرابعة على التوالي في الدوري الاسباني لكرة القدم، وذلك بعد هزيمته أمام ديبورتيفو ألافيس بهدف نظيف في الجولة الثامنة.

وأصبحت الهزيمة أمام ألافيس هي الثالثة لريال مدريد في آخر أربع مباريات للفريق في مختلف المسابقات، بعد أن خسر أمام إشبيلية صفر -3، وتعادل أمام أتلتيكو مدريد في ديربي العاصمة صفر- صفر، كما تلقى هزيمة مفاجئة أمام سسكا موسكو الروسي صفر -1 في مسابقة دوري ابطال اوروبا.

Ad

ولم تكن مشكلة النتائج السلبية علامة الاستفهام الوحيدة للنادي الملكي، بل ان المشكلة الاكبر تعد في فشل الفريق في إحراز أي هدف خلال المباريات الاربع الماضية، الامر الذي لم يحدث لريال مدريد منذ عام 1985.

بعد أن حقق الفريق الملكي لقب دوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الأخيرة، وكان أحد أبرز الاندية في العالم على الصعيد الهجومي، أصبح الميرنغي يعاني لتسجيل الاهداف على الرغم من وجود عدد من نجوم اللعبة، وعلى رأسهم المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بيل، وكذلك نجوم خط الوسط الذين يمتازون بالقدرة على هز شباك الخصوم، ولم يكن أشد المتشائمين من مغادرة النجم البرتغالي رونالدو الى يوفنتوس يتوقع ان يصل الحال بالنادي الملكي الى ما بلغه خلال الفترة الماضية.

ويبدو أن المدرب لوبيتيغي الذي خلف زين الدين زيدان لم يتمكن من ايجاد ايقاع مناسب لأداء الفريق حتى الآن، فعلى الرغم من امتلاك الفريق للكرة بنسبة 70 في المئة امام الافيس فإنه عجز عن الاستفادة من هذا الاستحواذ، وبدا الفريق في حالة من الربكة في الأمتار الاخيرة.

وظهر ريال مدريد يلعب بلا خطط هجومية واضحة وجمل تكتيكية مكررة لبلوغ الهدف، ليفقد بالتالي حساسية التسجيل وهز الشباك.

من جانب آخر، يبدو ان الملكي أصبح فعلا يفتقد لوجود لاعب بحجم كريستيانو رونالدو، ليس فقط من اجل احراز الاهداف بل لإعطاء الثقة لزملائه بقدرتهم على الاطاحة بخصومهم، كما ان مواظبة رونالدو على التدريبات كانت بمثابة دافع لباقي اللاعبين لبذل مزيد من الجهد والحفاظ على لياقتهم وتركيزهم على أكمل وجه، ومؤخرا ظهر الثنائي بنزيمة وبيل بحالة بدنية سيئة اضطرت المدرب لوبتيغي الى استبدالهم في بعض المباريات، كما افتقد الملكي لنجم خط الوسط المصاب ايسكو، الذي اصبح احد أهم اعمدة الفريق برحيل النجم البرتغالي.

من جهة اخرى، يبدو ان اعتماد ريال مدريد على رأس حربة صريح واحد لم يعد يجدي نفعا، الا ان المدرب يصر على عدم اشراك مهاجم آخر الى جانب بنزيمة، بل انه في حال دفع بالنجم الشاب دياز يكون ليحل محل الفرنسي بنزيمة.

عوامل مساعدة

من جانب آخر، غالبا ما كان لظهيري الفريق مارسيلو وكارفاخال دور بارز في صناعة اللعب وكذلك احراز الأهداف، الا ان الظهيرين يعانيان الاصابة ولعب بدلا منهما في المباراة الماضية تحديدا كل من ألفارو أودريوزولا وناتشو، ولم يقدما المردود المنتظر من حيث المساندة الهجومية، كما أن العديد من لاعبي الريال يعانون الابتعاد عن مستواهم الحقيقي، بسبب قلة فترة التحضير بعد بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا، الامر الذي زاد العبء على الفريق الملكي.

وإلى جانب المشاكل على الصعيد الهجومي، تأتي الاخطاء الدفاعية الساذجة التي كلفت الفريق الخسارة امام كل من الافيس وسسكا موسكو، لتضع المدرب لوبيتيغي في وضع لا يحسد عليه، إلا ان وضعية باقي فرق "الليغا" ساعدت على بقاء الريال على مقربة من فرق الصدارة، حيث يبتعد عن إشبيلية المتصدر بفارق نقطتين فقط، وعن برشلونة وأتلتيكو بفارق نقطة واحدة.

ميركاتو الشتاء

من جهة أخرى، أشارت تقارير صحافية إسبانية الى نية فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد التحرك بقوة خلال فترة الانتقالات الشتوية المُقبلة لإبرام بعض الصفقات على أمل إنقاذ النادي في النصف الثاني من الموسم، خاصة على الصعيد الهجومي.

وذكرت التقارير أن بيريز يفكر في المهاجم الألماني تيمو فيرنير نجم نادي لايبزيغ الذي يُعد هدفا للنادي الملكي منذ سطوعه على ساحة الكرة الأوروبية بتألقه في البوندسليغا ومع منتخب ألمانيا.

وأوضحت بعض وسائل الاعلام ان بيريز سيدخل بقوة للتعاقد مع البلجيكي إيدين هازارد نجم نادي تشلسي الإنكليزي.

وبرز اسم المهاجم الإنكليزي هاري كين نجم نادي توتنهام هوتسبير الإنكليزي الذي يُعتبر أحد أفضل لاعبي البريميير ليغ في السنوات الأخيرة، وهداف المونديال الأخير، حيث أوضحت التقارير أن بيريز سيفكر في الظفر بخدماته.

بدلاء المدرب لوبيتيغي

بالتأكيد لم تغفل الصحافة الاسبانية عن المدرب لوبيتيغي وتحميله بعضا من مسؤولية النتائج السلبية، ونشرت صحيفة "ماركا" الموالية للفريق العاصمي في غلافها صورة للريال والإحباط يسيطر على لاعبيه عقب الهزيمة، وكتبت "أزمة حقيقية"، مستغلة اللعب بالألفاظ لكلمة "REAL" التي تعني أيضا "ملكي"، مشيرة إلى أن الصورة التي يقدمها الفريق الذي يقوده المدرب جولين لوبيتيغي تسوء مع مرور الوقت.

وبدأت الصحف الصادرة من مدريد بترشيح أسماء لتولي مهمة تدريب ريال مدريد خلفاً للإسباني جولين لوبيتيغي المرشح للإقالة من منصبه بعد أربعة أشهر من توليه المهمة.

وأفادت صحيفة "آس" بأن لوبيتيغي مرشح للرحيل عن منصبه بسبب النتائج المخيبة، حيث تعتبر مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة مفترق طرق، والتي ستقام في 28 أكتوبر الجاري.

وهنالك مرشحان لتولي المهمة، الأول هو الإيطالي أنتونيو كونتي، لكن سيتعين على ريال مدريد التوصل الى اتفاق لفسخ عقده القديم مع تشلسي، والثاني مدرب الفريق "ب" سانتياغو سولاري الذي سبق له اللعب مع النادي الملكي.

الكثير من القلق يسود العاصمة مدريد ووسائل اعلامها، لكن المؤكد انه في حال هزمية الريال في مباراة الكلاسيكو ستكون إقالة لوبيتيغي جاهزة خلال ساعات.