كثيرة هي الأمراض الوراثية والمناعية التي قد تحير العلماء في غيابها عن عائلة كاملة لجيلين أو أكثر، ثم تظهر بسبب أي اضطراب نفسي أو غذائيّ يخضع له المريض لفترة غير متوقعة، فتؤدي إلى صدمة سامة في النهايات العصبية لعضو ما أو لخلايا حية موجودة في أجسامنا، كالجلد مثلاً. وحديثنا اليوم عما يُقال له "اختفاء" بعض (Melanocytes) خلايا الصبغة البشرية، فتؤدي الصدمة إلى مرض "البهاق"! الذي لم يُعرف سببه المحدد إلى الآن، بالرغم من الإفادات التي قد تكون سبباً في تطوره.

ولكن من أهم الأسباب التي أثبتها العلماء قديماً وحديثاً، هو أن اضطراباً في الجهاز المناعي والغدة الدرقية، والاضطرابات النفسية، ونقص في B12، folic acid ،copper and zinc، هو المسؤول عن الإصابة بالبهاق، غير أن 30% من المرضى سببه الوراثة عندهم، هذا بالإضافة إلى تراكم الرواسب السُمية (الغذائية والبيئية)، في النهايات العصبية، ولا تستطيع الأجهزة المقاتلة في الدم القضاء عليها، فتترسب وتقتل كثيراً من الخلايا، كما أن النقص الغذائي لعدد من المعادن اللازمة للصبغات الجلدية الطبيعية التي قد يسببها سوء التغذية من البداية، كالسموم البيضاء مثلاً (الطحين والسكر والملح والأرز المكررة) أو الزيوت المهدرجة، أو الاعتماد على أكل المعلبات، والأصباغ، وغيرها، بالإضافة إلى عوامل فيزيائية أخرى كلها من أسباب البهاق! ولكن لحسن الحظ أن البهاق ليس مرضاً مُعدياً ولا مُسرطناً، وأصبح التاتو البهاقي مشهوراً وموضة لمواساة المرضى هؤلاء، إن لم يتعالج!

Ad

لقد عُرفت بذور الفجل الأحمر من القديم بأهميتها في إعادة صبغة الميلانين وتقوية خلاياها الصحية بعمل لبخة ناعمة من مطحون البذور منقوع في خل التفاح من المساء إلى صباح اليوم التالي، وتوضع يومياً على البقع البيضاء مدة ساعتين أو لتجف ثم تمسح بقطعة قطن ناعمة.

غير أن الريحان اشتهر أكثر في الأيروفدا التكميلي الهندي قبل آلاف السنين كمضاد للتأكسد والسرطان، وإذا خُلِط بعصير الليمون الأخضر من المغرب إلى صباح اليوم التالي فإنه يعطي نتائج مبهرة في علاج تصبغات البهاق، وينشط خلايا الميلانين ويطيل عمرها، إذا استعمل يومياً دهاناً ثلاث مرات ليجف، ولمدة ستة أشهر حتى يعود لون البشرة لطبيعته بإذن الله تعالى.

كما استُعمل الطين الأحمر قناعاً على البقع لغناه بمادة النحاس اللازمة لحياة خلايا الميلانين، وكانوا ينصحون معه بشرب الماء من الأواني النحاسية، مع الحرص ألا تصل إلى مرحلة التزرنخ السام، ونظراً لزيادة حساسية الجلد عند مرضى البهاق، فمن الواجب استعمال العلاجات في مناطق صغيرة، واتخاذ نظام غذائي صحي، مثلاً DETOX diet، مع الرقابة والرعاية خاصة عند الأطفال، وحثهم على الرياضة، في حين يطرد التريّض الروحي الرواسب النفسية أو العصبية، مع الصبر وإعطاء فرصة للخلايا الصبغية الصحية لتنتعش!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية