منذ إعلان انتقاله الى يوفنتوس الإيطالي قادما من ريال مدريد الإسباني، وجماهير الكالتشيو الإيطالي تنتظر أهداف "صاروخ ماديرا" المثيرة، إلا أن أداء كريستيانو رونالدو اتسم بالواقعية أكثر من الاستعراض الذي اعتاده مع ناديه السابق.

وانتظر رونالدو حتى المرحلة الرابعة من الدوري الإيطالي ليفتتح سجله التهديفي مع "السيدة العجوز"، عندما أحرز ثنائية في مرمى ساسولو، كما أحرز هدفا آخر في الجولة التي تلتها امام فروسينوني، ولم يتمكن النجم البرتغالي من إحراز أي هدف في باقي مباريات يوفنتوس التي خاضها، سواء في البطولة المحلية أو في دوري الأبطال، عندما لعب الفريق مباراته الأولى امام فالنسيا، وحقق انتصارا ثمينا خارج أراضيه، إلا أن رونالدو فشل في التسجيل بعد ان تعرض للطرد من قبل حكم المباراة، في لقطة مثيرة للجدل شهدت مغادرة رونالدو ارض الملعب والدموع تنهمر من عينيه.

Ad

في الحقيقة، لا يجب الحكم على مردود رونالدو مع يوفنتوس بعد مرور سبع جولات فقط، كما لا يمكن الحكم على أهمية النجم الكبير من خلال عدد أهدافه فقط.

سجل رونالدو الموسم الماضي

واقعياً، لعب رونالدو الموسم الماضي 27 مباراة مع ريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني، واحرز 26 هدفا، وهو معدل رائع على الرغم من عدم احرازه أي هدف في أول سبعة مراحل من الليغا، حيث افتتح سجلة التهديفي الموسم الماضي في المرحلة الثامنة على وجه التحديد، كما لعب رونالدو 13 مباراة مع الريال في دوري الأبطال وأحرز 15 هدفا، ليقود النادي الملكي الى اللقب الثالث على التوالي في المسابقة الأوروبية الكبرى.

وبعيداً عن الأرقام والإحصاءات، لم يكن يوفنتوس قد تعاقد مع رونالدو باعتباره ماكينة أهداف، فقد كان الارجنتيني باولو ديبالا هداف الفريق برصيد 22 هدفا، وخلفه مواطنه هيغواين برصيد 16 هدفا، فالأهداف لم تكن ضالة يوفنتوس التي وجدها في النجم البرتغالي، ولعل الاستغناء عن هيغواين وبيعه الى منافس في البطولة المحلية (اي سي ميلان) أكبر دليل عن عدم حاجة السيدة العجوز الى هدافين في الدرجة الأولى.

لماذا تعاقد اليوفي مع رونالدو

قد يكون السبب الرئيسي لتعاقد يوفنتوس مع رونالدو واضحا بشكل كبير لدى الكثيرين من متابعي الدوري الإيطالي ويوفنتوس تحديدا، فالفريق توج بطلا لإيطاليا في آخر سبعة مواسم متتالية، كما بلغ خلالها المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا مرتين، ففي موسم 2014-2015 بلغ يوفنتوس المباراة النهائية لمواجهة برشلونة، الا ان الفريق ظهر بصورة مهزوزة ومغايرة لما قدمه في المراحل السابقة من البطولة الأوروبية، وبدت شخصية الفريق ضعيفة مقارنة ببرشلونة المعتاد على منصات التتويج الأوروبية آنذاك، وقد تلقى يوفنتوس هزيمة قاسية في النهائي بنتيجة 3-1، وفي الموسم قبل الماضي 2016-2017 بلغ يوفنتوس النهائي مجدداً، وواجه هذه المرة ريال مدريد المدجج بالنجوم وعلى رأسهم البرتغالي رونالدو، وقد تلقى الفريق الإيطالي هذه المرة صفعة مدوية بهزيمته برباعية مقابل هدف، ومن بينها هدفان لرونالدو الذي اختير نجما للمباراة.

ولعل آخر ما تم ذكره، هو ما يبحث عنه يوفنتوس، بطل ايطاليا يفتقد فعليا لنجم كبير يمتلك شخصية البطل في المسابقات الكبرى، وبإمكانه قيادة الفريق في المباريات النهائية ووضعهم على منصات التتويج، ومن المؤكد أن النجم البرتغالي يمتلك هذه المواصفات بامتياز، فدائما ما كان "الدون" عنصر الحسم في المواجهات الكبرى، لذلك يعتبر قرار الاستغناء عن هيغواين والتعاقد مع رونالدو نقلة نوعية لفريق السيدة العجوز.

جدل التعاقد مع كريستيانو

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن التعاقد مع رونالدو لم يكن قرارا يحظى بموافقة جماعية في إدارة النادي الإيطالي، فقد أشارت العديد من التقارير الصحافية إلى أن الرئيس التنفيذي ليوفنتوس ماروتا لم يكن راضيا عن سياسة التعاقدات التي اجراها يوفنتوس الصيف الماضي، الأمر الذي انتهى بقرار موراتا بإنهاء ارتباطه مع يوفنتوس والتي استمرت 8 سنوات كانت من بين افضل عصور نادي "السيدة العجوز".

ومن الواضح ان رونالدو واجه بعض الصعوبات في مستهل مشواره في الدوري الإيطالي، ولعل سطوع نجمه أدى الى لجوء المنافسين الى التركيز على تضييق المساحات امام النجم البرتغالي للحؤول دون احرازه للاهداف، إلا أن رونالدو قدم مستويات مميزة في الجولات السبع التي خاضها، ولعب دورا محوريا في فوز الفريق بجميع مبارياته هذا الموسم، فقد بدا كريستيانو منسجما مع طريقة لعب المدرب اليغري من خلال تحركاته على الأطراف وتهيئة الفرص لزملائه، ولاشك أن مسألة احراز الأهداف تأتي في المرتبة الثانية من حيث اهتمامات رونالدو، وكذلك نادي يوفنتوس بشكل عام.

وستكون منصة تتويج مسابقة دوري أبطال أوروبا هي الحلم الذي يتمنى الفريق الإيطالي تحقيقه منذ زمن بعيد، والسؤال الأهم، هل بإمكان رونالدو اضافة اللسمة التي كانت تنقص يوفنتوس في هذه المسابقة الكبرى.