تضمَّن معرض «ريا وسكينة» 15 لوحة للسفاحتين اللتين ارتبطت بهما جرائم عدة في مصر، وهما اشتهرتا بتكوين عصابة لخطف النساء وقتلهن من أجل السرقة، ما سبب حالة من الذعر في منطقة الإسكندرية ومصر كلها.

Ad

نظرات العيون

قدَّم الفنان هابي خليل في لوحاته بطلتيه الرئيستين في أوضاع وأنساق مختلفة، تارة تتبادلان نظرات عدائية وطوراً نظرات عطف وحميمية، معتمداً على الإضاءة والملابس، وإبراز الدوافع الداخلية من نظرات العيون والإمساك بميزان العدالة. في لوحة «العدالة» نجدهما في مواجهة بعضهما بعضاً وتربطهما خيوط من قماش، إذ أدانت المحكمة ريا وسكينة ضد جرائم القتل والسرقة وحكمت عليهما بالإعدام.

اعتمد المصور خليل على أقدم سلاح للمرأة واستخدم الملابس لتشكيل تواصل رمزي لشخصية الأختين. كذلك أضاف إلى الشخصيتين الرئيستين عدداً من الشخصيات الثانوية والعناصر المختلفة، غير أن صورة ريا وسكينة ظلّت مسيطرة على المشهد في اللوحات كافة.

صورة مختلفة

ابتعد خليل عن الصورة النمطية والأساليب التي تناولتها الأعمال السينمائية والدرامية لشخصيتي ريا وسكينة ليستكشف في معرضه كما يقول: «الدوافع النفسية التي أدت بالشقيقتين إلى ارتكاب تلك الجرائم البشعة». كذلك يربط الفنان بين شخصيتي ريا وسكينة وبين عدد من القضايا الراهنة المتعلقة بطبيعة المجتمع، كصراع الأجيال والثقافات، والعلاقة بين الرجل والمرأة، وغيرها من قضايا.

مشروع فوتوغرافي

يعمل الفنان منذ سنوات على مشروع فوتوغرافي مستمر بعنوان «الغربة»، يصوّر فيه ملوك مصر القديمة، وهو حصل على جائزة التصوير الفوتوغرافي في باريس عام 2016 ونال ميداليتين ذهبية وفضية، كذلك حصل على الجائزة الثالثة في مهرجان موسكو الدولي للتصوير الفوتوغرافي عام 2015. وقدم فيلماً بعنوان "في يوم” حصل على تكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2015.

أول حكم إعدام

ريا وسكينة شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر. نزحتا في بداية حياتهما من منطقة الصعيد واستقرتا في الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، ثم كونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع زوجيهما بين عامي 1920 و1921، ما سبب حالة من الذعر في منطقة الإسكندرية.

ألقي القبض عليهما ووجهت إليهما تهمة قتل 17 امرأة، وأدانتهما المحكمة، وأعدمتا في 21 و22 ديسمبر عام 1921. وهما أول امرأتين يُنفَّذ فيهما حكم الإعدام في العصر الحديث.

تناولت أعمال فنية كثيرة قصتهما، فقدمت في فيلم يحمل اسمهما سنة 1953، بطولة نجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم وفريد شوقي وأنور وجدي وشكري سرحان. كذلك تناولها فيلم «إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة»، من بطولة كل من إسماعيل ياسين، ونجمة إبراهيم، وزوزو حمدي، وعبد الفتاح القصري، ورياض القصبجي.

كذلك فيلم «ريا وسكينة»- 1983، من بطولة: شريهان، ويونس شلبي، وحسن عابدين. فضلاً عن مسرحية «ريا وسكينة» لسهير البابلي، وشادية، وعبد المنعم مدبولي، وأحمد بدير، ومسلسل بالعنوان نفسه إنتاج عام 2005 لعبلة كامل، وسمية الخشاب، وسامي العدل، وأحمد ماهر، وصلاح عبد الله، ومحمد الشقنقيري. وبرنامج تلفزيوني تقديم هالة فاخر وغادة عبد الرازق.