غداة لقاء مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي كريستوفر راي، رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، قالت مصادر سياسية رفيعة لـ"الجريدة"، أمس، إن "المسؤول الاميركي شدد أمام المسؤولين اللبنانيين على ضرورة التزام الحكومة بقرارات واشنطن، فيما خص نشاطات حزب الله وأفراده حول العالم".

وأضافت المصادر أن "راي لمح إلى احتمال فرض عقوبات على لبنان اذا لم يراع المصالح الأميركية، وتحديداً محاولة ادارة الرئيس دونالد ترامب في محاربة الحزب مالياً، عبر الكشف عن حساباته ونشاطاته عالميا".

Ad

وشددت المصادر على أن "راي لمس تجاوباً من رئيس الجمهورية ميشال عون في هذا الخصوص". وتابعت: "ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون واستكمال تنفيذ البرامج الخاصة بتبادل المعلومات بين مكتب التحقيقات الفدرالية والمؤسسات المعنية بالأمن في لبنان، ولا سيما تلك التي تعنى بالإرهاب المعولم الذي تجاوز حدود الدول وخرق الكثير من الأنظمة الدولية المتطورة، وأجهزة الحماية والاستشعار فيها، حتى بات عابرا للقارات والحدود المحصنة".

وختمت المصادر: "راي يتابع الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بمهام المكتب المتعددة في الأمن والاقتصاد والإرهاب وتبييض الأموال والتجارة الممنوعة، ومن مهماته الأساسية التحقيق في كل ما يعتبر جرما وفق القوانين الأميركية ويواكب تطبيقها والإفادة عنها".

وكانت "الجريدة" كشفت، في أغسطس الماضي، أن مستشارَي ترامب، جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر، رفعا توصية إلى البيت الأبيض بضرورة فرض عقوبات تدريجية للضغط على لبنان، أولاً: من أجل تسليم سلاح الحزب ومنعه من أي مغامرة عسكرية تجاه إسرائيل، وثانياً: لتصعيد الضغوط الاقتصادية على إيران وخنق أذرعها المختلفة في الشرق الأوسط.

وقال مصدر مسؤول لـ "الجريدة"، إن "العقوبات الأميركية ستفرض في البداية على مصارف وشركات خاصة وحكومية تتعامل مع حزب الله بشكل مباشر أو غيره".

وأشار المصدر إلى أن واشنطن أطلعت رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على موقف إدارة ترامب المتبلور حالياً إزاء "حزب الله"، وأنها لا تفرّق بين جناحيه السياسي والعسكري، كما كان في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

في سياق متصل، اعتقلت السلطات البرازيلية، مساء امس الأول، أحد أبرز ممولي "حزب الله" أسعد أحمد بركات.

وذكر الشرطة البرازيلية، في بيان، أن "السلطات الأرجنتينية اتهمته بغسل أموال بقيمة عشرة ملايين دولار، من خلال ناد للقمار بمدينة بويرتو إيغوازو"، لافتاً إلى أن "بركات عاش بعد الإفراج عنه من سجن في باراغواي، حيث سجن في الفترة من 2002 إلى 2008 في البرازيل، وقام بأنشطة تجارية في باراغواي والأرجنتين وتشيلي".

وكانت السلطات الأميركية قد صنفت بركات في 2004 باعتباره أحد "أبرز أعضاء حزب الله وأشدهم تأثيرا"، وفرضت عقوبات عليه في العام نفسه وعلى أخويه حمزة وحاتم في 2006.