للأفئدة قدرة مذهلة على التشافي من جروح الماضي، هي فقط تنتظر منا أن نقرر ذلك. داوِ قلبك بنفسك ولا تنتظر الدواء ممن جرحك، فهو آخر من يملك أن يعالجك... لا تنكر آلامك، بل استشعر عمقها وأمعن في إدراك مصدرها وكيف ساهمت في تكوينها دون قصد كي لا تتكرر من جديد. امضِ قدماً بعد ذلك، فما أسهل الغرق في بحر الأحزان، ألم تسأم من إلقاء اللوم على الآخرين وعزف تلك النغمة الحزينة مراراً وتكراراً؟ سامح نفسك على هفواتها وابدأ فصلاً جديداً من حياتك، فقد حان الآن وقت التجدد والانتعاش.

وازن الكفة عن طريق القيام بتجارب جديدة لطالما تمنيت خوضها، واملأ حياتك بما تحب من أنشطة وشغف، تذكر أحبابك وأصدقاءك من حولك فهم شبكة دعمك، واقضِ وقتك معهم دون الإثقال عليهم، فلا أحد يحب الهموم وكثرة الشكوى. استثمر هذا الوقت معهم في نسيان آلامك وإدخال الفرح على قلبك.

Ad

صاحب الطفل والطير والقط، فلهذه الأرواح البريئة حضور رائع وتأثير لطيف كافٍ أن ينشر البهجة ويطهر قلبك من الهموم. قد يفيدك أحياناً النظر إلى الأمور بعين الخفة والفكاهة وعدم أخذ كل شيء على محمل الجد. رفقاً بقلبك، لا تحمله ما لا طاقة له به، فأنت لن تقوم بحل جميع مشاكل هذا العالم وحدك.

خذ وقتاً مستقطعاً للراحة العميقة والاستجمام، ففيها صفاءٌ للذهن وإعادة اتزان للمشاعر، اذهب في رحلة سفر إلى مكانٍ جديد، فبذلك يتسع أفقك وبتنوع التجارب سوف تدرك حجم مشكلتك الصغيرة أمام هذا الكون الشاسع. احذر أوقات الفراغ الطويلة، فهي تسبب المشاكل من العدم، وليكن الإنجاز أسلوب حياتك، فتحقيق أهدافك التي لطالما حلمت بها يزيدك ثقة وسعادة، حركة الجسد هي حركة لقنوات المشاعر المسدودة أيضاً، ولها فاعلية كبيرة في تحسين المزاج، وإن كانت نشاطاً بسيطاً كممارسة رياضة المشي.

انظر إلى النعم من حولك واحفظها بالشكر والعرفان، تذكر حال من هم أسوأ منك، أولئك من لا يملكون الكثير من الخيارات لتحسين حياتهم، الكثير منهم قد يتمنون أن يكونوا مكانك، تعلم من أخطائك دون جلد للذات، وليكن لديك أمل أن القادم أجمل.

«كن كالشجرة واسمح للأوراق الميتة أن تتساقط»... جلال الدين الرومي