أكد أحد المقربين من الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، أن الأخير بعث إلى المرشد الأعلى علي خامنئي برسالة تتضمن نسخاً عن مستندات سرية في حوزته، وطلب إعادة محاكمة حلفائه والإفراج عنهم، وإلا فسيعلن هذه المستندات.

وبحسب المصدر، فإن تلك المستندات تكشف اختلاس مقربين من المرشد ومسؤولين حكوميين وأشخاص مرتبطين برئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني وشقيقه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، وقادة من الحرس الثوري، مليارات الدولارات المخصصة للدعم الإيراني السري لسورية والعراق ولبنان واليمن وفلسطين، إلى جانب أسماء وشخصيات تعمل لمصلحة إيران في هذه الدول، وتتلقى أموالاً إيرانية بشكل منتظم.

Ad

وأوضح أن المختلسين استغلوا ثغرة في القانون الإيراني تسمح لبعض السفراء والدبلوماسيين والعسكريين بأن يكون لهم حسابات سرية (باسم الميزانية السرية) يصرفون منها أموالاً دون تقديم أي مستندات أو فواتير، وصرفوا مبالغ تعادل مليارات الدولارات، على أساس شراء وتهريب أسلحة من السوق السوداء أو رشوة شخصيات سياسية أو الدفع لجواسيس وعملاء، لكنهم وضعوها في جيوبهم، أو في حسابات أشخاص مرتبطين بهم خارج البلاد.

وذكر أن نجاد أكد لخامنئي أن هذه الوثائق باتت خارج البلاد، وأنه إذا اعتقل أو سُجن، فإن حلفاءه سيكشفون عنها، وعن وثائق أخرى تبين ارتباطات سرية بين مسؤولين في مكتب الولي الفقيه والحرس الثوري وآخرين أميركيين. وبحسب المصدر، استند نجاد في رسالته إلى الاتصالات السرية التي جرت في عمان وجنيف بين مكتب الولي الفقيه والأميركيين إبان رئاسة أحمدي، والاتصالات التي كانت موجودة بين قادة «فيلق القدس» والأميركيين في العراق وأفغانستان، والتي كثيراً ما جرى نفيها، لكن أخيراً اعترف وزير خارجية حكومة نجاد، علي أكبر صالحي ومساعده حسين عبداللهيان بصحتها، كما أن قائد الفيلق الجنرال قاسم سليماني ذكر، في كلمة ألقاها قبل شهرين بمدينة كرمان، أن واشنطن طلبت منه شخصياً المساعدة في وقف العمليات ضد قواتها في العراق مقابل امتيازات لطهران.

وقال نجاد في رسالته إلى المرشد: «كنتم تمنعوننا دائماً من محاولة حلّ الخلافات مع الولايات المتحدة، وتتهمون جماعتي بأنهم خوارج لأنهم كانوا يحاولون فتح خطوط اتصال مع الأميركيين لمصلحة البلد، بينما كان حلفاؤكم يتفاوضون معهم خلف الكواليس ويحصلون على امتيازات شخصية بدل محاولة حل مشاكل البلاد، وكلما كنا نسلمكم وثائق عن هذه الاتصالات كنتم تنكرونها، لكن أخيراً تبين أن وثائقنا كانت صحيحة».

وأشار أحمدي في رسالته إلى الكيل بمكيالين، مبيناً أن بعض الذين اتهمت المحكمة مساعده السابق رحيم مشائي بالاتصال بهم على اعتبار أنهم جواسيس كانت شخصيات إيرانية تلتقيهم على أساس أنهم وسطاء.

وفي الأشهر الأخيرة حكمت السلطة القضائية على مشائي، نائب رئيس الجمهورية السابق، بالسجن 6.5 سنوات، ومستشار نجاد الإعلامي علي أكبر جوانفكر بالحبس 5 أعوام، ومساعد الرئيس التنفيذي حميد رضا بقائي بالسجن 12 عاماً.