قال الباحث في شؤون الطاقة د. مشعل السمحان، إن الغاز الطبيعي وفق دراسات عالمية للطاقة ومنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، سيكون المصدر الرئيسي القادم في سوق الطاقة العالمي بداية من عام 2020 وحتى عام 2050، وذلك من الناحية البيئية إذ يتم تحفيز استخدامات الغاز الطبيعي كبديل للنفط.

وأضاف السمحان، أن الكميات المكتشفة من الغاز حول العالم كبيرة فضلاً عن وجود السبل المتاحة لإسالته ونقله عن طريق البواخر كذلك تطور خطوط الإمداد المتمثلة في الأنابيب عبر القارات، في حين أصبح عالم الطاقة حالياً يستخدم مصطلح خليط الطاقة مثل سلة العملات، التي لم يعد الدولار منفرداً ويتحكم في كل شيء فيها، كذلك النفط لم يعد يتحكم كما الماضي بل بدأت في الظهور مصادر أخرى كالغاز وطاقة المياه، مما يعني أن النفط لن يكون هو القائد في المستقبل.

Ad

وحول إمكانية التحكم في أسعار الغاز بعيداً عن التلاعب، أكد أن عقود الغاز تختلف كلياً عن مثيلاتها من النفط، لأن عقود الغاز سنوية قد تمتد خمس سنوات فما فوق، لذا تظل أسعاره ثابتة فترات طويلة خلافاً لعقود النفط الشهرية، لذا لن نجد انهياراً لأسعاره مثلما يحدث أحياناً في أسعار النفط.

ولفت إلى قطر باعتبارها مثالاً جيداً للدول، التي ساهمت في تطوير صناعة الغاز في العالم لأنه المصدر الرئيسي لها في عملية إنتاج الطاقة، إذ تمتلك كميات قليلة من النفط.

وحول عمليات إنشاء المصافي حول العالم، ومنها الكويت رأى السمحان أن إنشاء المصافي عملية استراتيجية ولا تحقق هامش ربح كبير، لكن تأتي أهميتها في توفير موارد الطاقة في أي بلد ولا تتأثر البلدان بأي نقص من موارد الطاقة مثل الوقود واحتياجات أخرى من أنواع الطاقة المختلفة في حالة حدوث أي أزمات في مصادر الطاقة

وبين أن على دول الخليج أن تحتاط في البحث عن مصادر بديلة للطاقة لأن خريطتها السكانية تتغير من حيث الكثافة.

وتابع أنه بناء على ذلك، على دول الخليج أن تعتمد فقط على تصدير النفط الخام كي لا تتأثر موازناتها في المستقبل، لذلك تجد أن الكويت تصب جل اهتمامها حالياً في البحث عن مصادر بديلة، كما أنها تسعى جاهدة لإنتاج الغاز، كذلك توجه دول الخليج كافة مساعيها إلى عمليات اكتشاف وتنقيب عن الغاز مثل السعودية والإمارات، فضلاً عن العمل على تسخير الطاقة النووية كمصدر نوعي لإنتاج مختلف أنواع الطاقات البديلة.

من جانبه، أيد الخبير النفطي كامل الحرمي نظرية بداية عصر الغاز خصوصاً مع ظهور الغاز الصخري الأميركي، الذي سيتم تصديره إلى الخارج، قائلاً إنه قد يصلنا إلى الخليج، إذ يعد نوعاً من الطاقة الرخيصة غير المكلفة حالياً.

وأضاف الحرمي، أن مشكلة الغاز الصخري فقط تكمن في بناء مستودعات ومرافئ الاستلام في الدول المستهلكة، موضحاً أن الغاز عموماً هو أحد أنواع الطاقة النظيفة، وقد بدأت الكويت تتجه نحو هذا المسار جدياً لأنه سيقلل تكلفة الصيانة لوزارة الكهرباء، لذا يوجد توجه بشكل أساسي للاعتماد عليه.

وفي الوقت نفسه لم يقلل الحرمي من أهمية النفط إذ يستخدم في أغراض أخرى لا بديل عنه فيها كاستخدامه وقوداً للطائرات والسيارات حتى الآن.

وحول تأثر أسعار الغاز على المديين المتوسط أو البعيد، أكد أن عقود الغاز تختلف عن النفط ، إذ إنها عقود طويلة الأمد قد تمتد إلى أكثر من عشرين عاماً لأن أسعاره ليست فورية مثل النفط لانها تشمل بناء وتكاليف البنية التحتية لاستيراد الغاز من مرافئ ومصادر وهي مكلفة وباهظة الثمن مبيناً أن الهيمنة ستكون للغاز بعد النفط والبدائل الأخرى المطروحة لكنها تعتمد في النهاية على السعر النهائي للنفط.

بدوره، أكد الخبير النفطي أحمد كرم، أن الغاز الطبيعي من أفضل مصادر الطاقة العالمية حالياً، وعصره قد بدأ فعلاً منذ فترة طويلة.

وأضاف كرم أن الغاز له استخدامات كثيرة تدخل بمختلف الصناعات التحويلية، وأيضاً لتوليد الكهرباء، وتعد روسيا وإيران وقطر أكبر منتجي الغاز في العالم، وأيضاً أكبرها من حيث المخزون، لافتاً إلى أنه رغم أهمية الغاز للعالم فإنه لا توجد أي منظمة على غرار «أوبك» تتحكم بإنتاج الغاز والأسعار، فهناك مجرد منظمة لمنتجي الغاز للتنسيق فيما بينهم من حيث المشاريع والدروس المستفادة.

ولفت إلى أن أسعار الغاز الطبيعي تتفاوت من منتج ومنطقة عن غيرها، لهذا نرى أن تقوية منظمة منتجي الغاز للتحكم بأسعاره ستكون صعبة نتيجة وجود النفط على الساحة منذ فترة طويلة ومع تقويتها سيتجه المستهلكون إلى النفط مرة أخرى.

وأشار إلى أنه على العكس من ذلك يعتبر الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة النظيفة الأقل ضرراً على البيئة نتيجة احتوائه على كميات أقل من الكربون مقارنة مع النفط.

ورأى أنه على الرغم من زيادة الطلب على الغاز فإن صعوبة نقله وتخزينه تجعل نمو الطلب عليه بطيئاً جداً، كما ينافس الغاز الطبيعي مصدر الفحم على المركز الثاني بنسبة تقارب ٢٥ في المئة من الاستهلاك العالمي لمصادر الطاقة.

وأشار إلى أنه على أية حال يظل مصدر النفط الأول بلا منافس لكن مع كثرة مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ما زال النفط المصدر المفضل عالمياً لكثرة استخدامات مشتقاته، فضلاً عن استخداماته كخام وعليه يظل النفط في المقام الأول مصدراً التحريك عجلة الصناعة حول العالم بأسره من أجل نمو الاقتصادات العالمية.