تم تداول الخبر الآتي مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي: جمعية القادسية التعاونية تضع لزوارها "ثلاجة" كتب! حيث يمكنهم شراء الكتب عن طريق إدخال المبلغ في الجهاز واختيار كتابهم المفضل. حل بديع وأسلوب مبتكر وعصري لنشر الوعي وثقافة قراءة الكتاب في الكويت، ونتمنى توفير هذه "الثلاجات" في جميع المناطق كي تكون في متناول الجميع.

كذلك فقد انطلق معرض الكتاب الصيفي الثالث، والذي نظمته جمعية الخريجين الكويتية، وذلك في الفترة ما بين 3-5 سبتمبر. أيضاً فإن مجموعة "الديوان" (The Divan) كعادتها قامت بتنظيم حلقة مناقشتها الشهرية لكتاب "The Catcher in the Rye” باللغة الإنكليزية. نستنتج من ذلك كله أن الكويت ما زال "فيها خير" واهتمام بالثقافة والمعرفة.

Ad

ولا يخفى على أحد الاعتصام الذي أقامه القرّاء والكتّاب والمواطنون بمختلف أطيافهم أمام مبنى وزارة الإعلام السبت الماضي، وذلك إثر السلسلة البشعة والمستمرة في منع أهم كتب أنتجتها الإنسانية، وآخرها كان "مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز، و"نهج البلاغة" لعلي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه. وكان ذلك الاعتصام مصحوباً بنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "ممنوع في الكويت" والذي ما زال فعالاً حتى اليوم.

هكذا نقف في وجه القرارات والقوانين التي تسعى عبثاً إلى تغييب العقول والاستهزاء بقدراتها في عالم تجد فيه جميع المعارف بين يديك بكبسة زر، لكن المفارقة هنا أن الأغلب هنا لا يحسن استغلال مورد "الإنترنت" الثمين بل يستنزفه، وهو شيء غير مستغرب، فالعقود الطويلة من التغييب والتحريم قتلت حس الفضول وقدمت الأجوبة المعلبة مسبقاً للمتلقي...هذه أيامٌ قد مضت وآن الأوان أن تنتهي.

المرعب والمخيف في الأم رأن هنالك من يؤيد هذا المنع ويرى فيه حماية للمجتمع! ما نحتاج أن نحمي المجتمع منه هو الجهل والثقافة الاستهلاكية التي ستؤدي بنا إلى الهاوية، إن لم نتدارك مخاطرها. هذا التأييد إن دل فإنه يدل على شدة تغييب المجتمع، فأصبح الفرد يجهل أبسط حقوقه، بل بات مستعداً لأن يتخلى عن حقه في المعرفة بكل أريحية. فللأسف أصبحت أولويات المواطن محصورة بالشراء والحياة الاستهلاكية.

لذا لابد من الحراك المجتمعي نحو الوعي والمعرفة، وحان الوقت أن نقول إننا قد اكتفينا من المطاعم، وأصابتنا التخمة من شراء ما لا نحتاج، ولندعم هذا القول بإنشاء المزيد من معارض الكتاب وحلقات النقاش الثقافية وجعل الكتب متوافرة للجميع، وغيرها العديد من الحلول المبتكرة التي من الممكن أن تعيد الكويت منارةً للخليج والعالم العربي أجمع.

"بلد يمنع آلاف الكتب لن تتكاثر به سوى المطاعم"... – تغريدة لأروى الوقيان.