بعدما نشرت مجلة "فوربس" الأميركية دراسة تؤكد أن القاهرة أعلى مدن العالم تلوثا، انتفضت وزارة البيئة المصرية للدفاع عن المدينة ذات الألف عام، مؤكدة أن الدراسة التي رصدت معدلات تلوث الضوء والضوضاء والهواء في العاصمة المصرية، جاءت دون أدلة ملموسة، لكن إنكار الوزارة لحقيقة ارتفاع معدلات التلوث، لم يشفع لها إذ تعرضت لانتقادات حادة وطالب نواب برلمانيون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بإلغائها بعدما فشلت في أداء مهمتها.

وزارة البيئة قالت في بيان للرد على "فوربس"، أمس الأول، إن مزاعم الأخيرة جاءت استنادا إلى بيانات غير محددة بشكل واضح، فلم يتم الاستعانة بالجهات المصرية المسؤولة لتحديد نسبة تلوث الهواء في القاهرة، وأن التقرير اعتمد على أحد محددات جودة الهواء الستة، وهو الجسيمات الصلبة العالقة، للحديث عن تلوث الهواء في العاصمة المصرية، مؤكدة أن المناطق الصحراوية المحيطة بها هي المسؤولة عن 50% من نسبة تلوث الهواء.

Ad

وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة المصرية وضعت خطة لتحسين جودة الهواء في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، من خلال خفض مستويات التلوث بالجسيمات الصلبة بحلول عام 2030، زاعمة تحقيق خفض قدره 19% بنهاية عام 2017، لافتة إلى أن الوزارة تأمل في ضوء المخطط المستقبلي زيادة معدلات تدوير المخلفات البلدية والزراعية وتطوير منظومة النقل، نافية في الإطار نفسه صحة تقرير فوربس فيما يتعلق بمعدل التلوث السمعي في القاهرة، على الرغم من الإقرار بازدحام العاصمة والنشاط التجاري المستمر لساعات متأخرة.

بيان وزارة البيئة المطول لم ينجح في تفادي موجة النقد التي تعرضت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بدا أن مزاج المدونين الذين يعيشون في القاهرة كان مؤيدا لتقرير فوربس، مؤكدين أن العاصمة المصرية المكتظة بما لا يقل عن 16 مليون نسمة، تعاني نسب تلوث مرتفعة، وأشاروا إلى أن وزارة البيئة لا حول لها ولا قوة أمام هذه الأزمة، بينما قالت النائبة البرلمانية، شيرين فراج، إنها تقدمت بطلب لإلغاء وزارة البيئة لعدم جدواها، مؤكدة أن هناك توصية من وزارة التخطيط بإلغائها، فضلا عن طلب استجواب للوزيرة ياسمين فؤاد.