مبارك أغنية «شو مخبّى الليل»، أي جديد تقدّمين في هذا العمل؟

جددّت على صعيدي الموضوع والأسلوب الغنائي. في الآونة الأخيرة، اعتاد الجمهور أن أقدّم أعمالاً وطنية ومن ضمن إطار حوار الأديان، لكنني في هذه الأغنية عدت إلى النوع الرومانسي بأسلوب جديد يشبهني وهو إيقاع «البوب» المتعارف عليه عالمياً.

Ad

مرّة جديدة تتعاونين مع المؤلف جاد مهنّا، ما ميزة أعماله؟

إنه أحد الملحنين الذين عرفوا كيفية اختيار الطبقات المناسبة لإبراز قدراتي الصوتية، وكان هذا الأمر واضحاً في أغنية «شو ما صار» التي حققّت نجاحاً كبيراً في لبنان والخارج.

هل تفرض طبيعة الصوت نوع الأغنية المختارة؟

لا تفرض نوع الأغنية، إنما من المهم اختيار أغنية تبرز القدرات الصوتية. يبرز صوتي بالطبقات الصوتية العالية ولكنني لم أرد أن تكون هذه الأغنية أوبرالية، فحقق جاد مزيجاً جميلاً بين «البوب» والطبقات العالية التي تمرّ بسلاسة في اللحن.

التأثير في الجمهور

كيف يتفاعل الجمهور العربي مع الأسلوب الغنائي الذي تعتمدينه؟

لم أوّجه فنّي نحو الجمهور العربي بعد، بل نحو اللبناني المقيم والمغترب، إذ تتحدث غالبية أعمالي عن الوطن، فيما جزء آخر منها أقرب إلى الموسيقى الأوروبية. أمّا «شو مخبّى الليل»، فهي أقرب إلى المجتمع العربي، لذا في انتظار ردود الفعل.

أول فنانة لبنانية تغنّي إزاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأول فنانة من الجيل الجديد تعتلي خشبة مسرح الأولمبيا الفرنسي، أية إضافة فنيّة حققت هناك؟

من المهم أن نحظى بالتقدير خارج الوطن، خصوصاً من بلدان غربية لديها موسيقى انتقائية أكثر ومختلفة عن الموسيقى الشرقية. شعرت بأن النفس اللبناني بلغ هناك من خلال فنّي.

كيف تفاعل الجمهور الغربي مع الموسيقى الشرقية؟

عندما أحييت الحفلة في الأولمبيا، راودتني فكرة الانطلاق في غناء الموسيقى الغربية إذا ما أُعجب الجمهور بأدائي فيها، خصوصاً أنني لا أؤدي الطرب أو الشرقي الصرف، بل أضع كثيراً من الموسيقى الغربية في أعمالي مازجة بين الثقافتين. لكنني فوجئت بأن الجمهور الأوروبي يحبّ الموسيقى الشرقية، وقد طالبني الحضور بأداء المزيد منها.

حقق مزجك بين الثقافتين الغربية والشرقية نجاحاً، فإلام تعزين ذلك؟

أعزو هذا النجاح إلى الدمج بين ثقافتي الغربية وجذوري الشرقية بأسلوب واقعي يشبهني ويليق بصوتي. إلى ذلك، نعيش في عصر انفتاح دولي ثقافي بفضل الاتصالات والسفر والإنترنت، ما جعل الجمهور حسّاساً تجاه ثقافات الغير، أي مُميزاً مستوى الأعمال ومقدّراً الفنّ الجميل. لذا أتعاون مع ملحّنين اكتشفوا بصمتي الفنّية هذه، ومن بين هؤلاء جاد مهنّا وميشال فاضل ومروان خوري الذي ألّف أغنيتي الرائعة «وطني».

بصمة وسط الازدحام

بات أسهل أم أصعب تحقيق الفنان بصمته الفنيّة في ظل هذا الانفتاح التواصلي وازدحام الساحة الفنيّة؟

سهّل هذا الانفتاح العالمي الوصول إلى موسيقى لم نعتد أن نسمعها سابقاً، إنما من جهة أخرى يصعب تحقيق بصمة فنيّة أو تقديم أسلوبٍ جديد، ما دام الفنانون استخدموا الوسائل كافة.

أية خصوصية فنية يُحافظ عليها في ظل هذا التداخل الشرقي والغربي؟

أنطلق من الموسيقى الشرقية نحو الغرب. أرى أن الموسيقى اللبنانية بحاجة إلى التطوير لتشبه الموسيقى العالمية، مع الحفاظ على تقاليدها طبعاً، وهذا ما أحاول تحقيقه من خلال فنّي.

أي نقاط في الموسيقى الشرقية اخترت لتحقيق انسجامها مع الموسيقى الغربية؟

حافظت على الإيقاع الشرقي والمضمون الشعري، ودفء الصوت غير المتوافر في الغناء الغربي، مستخدمة أسلوب الغرب في بناء الأغنية والآلات الموسيقية الخاصة به.

الفن رسالة

استخدمت صوتك بنشاطات وطنية ضخمة، هل باعتبار أن الفن رسالة؟

طبعاً، أعتبر أن الفن رسالة، لذا أستوحي أعمالي من قصص الناس اليومية، سواء كانت وطنية أو اجتماعية. أمّا بالنسبة إلى أغنيتي الجديدة، فهي تعبّر عن مشاعر أية صبيّة من جيلي تعيش حال ضياع غريبة في الحبّ.

فنّانات عدّة مزجن بين الشرق والغرب مثل هبة قواس وغادة شبير، أية إضافة يحققها ذلك؟

أدخلن الأغنية الشرقية إلى الأوبرا بينما احتفظت بالأسلوب الغنائي الغربي بمحتوى شرقي. لكل منا بصمتها الفنية الشخصية التي تشبهها.

One Lebanon

ما جديد مشروع One Lebanon؟

نبدأ خلال الشهر المقبل برنامجاً مهمّاً، وهو إعطاء دروس موسيقية مجانيّة في 4 مدارس رسمية في بيروت. إضافة إلى منح الأطفال ثقافة موسيقية تنمّي قدراتهم ومواهبهم، يهدف هذا البرنامج أيضاً إلى جمع أطفال من مختلف الطوائف اللبنانية لتحقيق تقارب إجتماعي في ما بينهم، على أن يحييوا معاً حفلات، ما يعلّمهم إحترام الآخر والتعاون في ما بينهم.

أي تأثير للموسيقى في أخلاق الأطفال؟

تشكّل الموسيقى ملجأ الأطفال الذين يعانون مشكلات اجتماعية أو مادية أو عائلية، كونهم يعبّرون من خلالها عن مكنوناتهم. فضلاً عن ذلك، نمنحهم ثقافة موسيقية تخوّلهم تنمية مواهبهم لاحقاً، وتعلّمهم بشكل غير مباشر أهمية التعاون في ما بينهم واحترام بعضهم بعضاً والتقارب اجتماعياً إلى الغير.

هل سيحيون حفلة One Lebanon المقبل؟

سيشاركون فيها، على أن تُنظّم بمناسبة عيد استقلال لبنان المقبل.

كيف تقيّمين مسيرة هذا المشروع؟

حقق هدفه خلال فترة قصيرة، وذاع سيطه في العالم كلّه، وهو عبّر عن صورة لبنان المتحدّ والساعي إلى التغيير.

ألا تفكّرين في مشروع ذات طابع مسرح غنائي استعراضي؟

طبعاً، في أثناء تخصصي الدراسي في باريس أحييت عدداً من المسرحيات الغنائية هناك.

أهداف الأكاديمية وألبوم مقبل

حول أهداف الأكاديمية الموسيقية التي أسستها، تقول تانيا قسيس: «أسعى إلى تثقيف جيل جديد مطلع على الموسيقى الشرقية من خلال تعريفه إلى الأغاني اللبنانية بطريقة جميلة. يشارك هؤلاء الأطفال في نشاطاتي الفنية الخاصة وفي نشاطات One Lebanon، كذلك أسهم في عيشهم خبرات فنية لم يتسنَ لي عيشها في طفولتي».

تتابع: «أحبّ رؤية الفرح في عيون الأطفال حينما يقفون على خشبة المسرح. صراحة، عندما لمست مدى تأثير الموسيقى في الأطفال قررت خوض مشروع المدارس الرسمية».

يبقى أن الفنانة اللبنانية تحضِّر، كما قالت، ألبوماً غنائياً جديداً تعمل على إتمامه ليصدر في شهر فبراير المقبل. تتعاون فيه مع كل من جاد مهنا، ومروان خوري، وميشال فاضل، ومايك ماسي.