يضمّ معرض «راحلون وخالدون» قامات من الفنانين تنتمي إلى أجيال مختلفة بين فناني الكلاسيكية والحداثة مثل الكاتب والروائي أمين المعداوي، والناقد الفني كمال جويلي، والفنان شوقي زغلول الذي أمضى جزءاً كبيراً من حياته في الكويت وتوفي فيها، والفنان السعودي سعد الحجيلان.

Ad

متحف متحرك

قال منسق المعرض الفنان عز الدين نجيب إن هذه التجربة تعد محاولة لإنصاف الفن التشكيلي للأجيال المتعاقبة، وطرحه للجمهور بعيداً عن النقاد والمتخصصين، لتكون هذه المبادرة بمنزلة متحف متحرك يروي ظمأ الشارع الفني.

وأضاف: «يشارك في المعرض فنانون أخذتهم مهنتهم بعيداً عن فنهم والمحافل التشكيلية، وتتضمن هذه التظاهرة التشكيلية أعمال سيد عبد الرسول التي تتميز بالنحت الخزفي من دون التصوير، والتي استلهمت من الموروث الفرعوني بأيقوناته والفلكلور الشعبي من البيئة المصرية من طيور وحيوانات وغيرهما، والتي أبرز بها الحس الشعبي».

كذلك يضمّ المعرض، بحسب نجيب، أعمال فنانة من الجيل نفسه وهي إنجي أفلاطون، التي تتميز بأسلوب يربط بين التعبير عن الواقع والانطباعية والفكر المنتمي إلى الشعبية، فهي مؤمنة بدور الفنان المجتمعي ومتأثرة بالطبقات الكادحة من عمال وفلاحين وفقراء، فضلاً عن لوحات جمال قطب التي انفردت بالنضح المبكر والشعبيات الجميلة، خصوصاً أن بورتريهاته لا تخلو من الوجوه الجميلة والألوان المفعمة بالحيوية، فهو رسم لأشهر الكتَّاب، أبرزهم نجيب محفوظ، وعبد الحميد جودة السحار، وثروت أباظة وغيرهم.

ومن جيل الستينيات أشار نجيب إلى وجود الفنان شاكر المعداوي، الذي عرفت أعماله بالألوان المائية المشبعة بالتراث الفرعوني والرومانسية الرقيقة مع لمسات من التعبير الفطري لرسوم الأطفال، كذلك في المعرض لأول مرة لوحات زيتية لخلف طايع تميل إلى السريالية والخيال بمعالم ميتافيزيقية، وهي المزج بين الواقع والخيال. وفي المعرض أيضاً من الجيل نفسه أعمال أحمد فؤاد سليم التي تحمل تجارب طلائعية من الفن الحديث، فهو تأثر بالفكر الغربي للفن وأخذ هذا الاتجاه الغربي ودعا إليه الشباب على اعتبار أنه فن مستقبلي يربط بين التراث والواقع.

وأكّد عز الدين نجيب أن عبد المنعم مطاوع من الجيل نفسه الذي تميزت أعماله بالجمع بين الثراث والواقع برؤية انتمائية إلى الفن المصري القديم.

شهيد الفن

لفت نجيب إلى أن المعرض يضمّ أعمالاً لأحد شهداء الفن، وهو شوقي زغلول الذي مات في ريعان شبابه في حادث سير بالكويت تاركاً تراثاً كبيراً من اللوحات تجمع بين الروح المصرية والفن الحديث، وأنتج في فترة السبعينيات من القرن الماضي، لوحات كشفت أهمية ومكانة دور المرأة في المجتمع. أما فترة الثمانينات التي أمضاها الفنان في الكويت مدرساً ورساماً وصحافياً فأنتج خلالها عدداً كبيراً من اللوحات بين مساحتين صغيرة وكبيرة، على الورق والقماش ما يقارب المئتي لوحة، بعدما توافرت لديه الألوان والأدوات والجو المناسب.

وإلى جانب لوحات زغلول نجد أعمال محمود بقشيش (من جيل السبعينيات والثمانينيات) وفيها استلهام من ملامح الواقع برؤية صوفية، فهو يرى النور دائماً يولد من رحم الظلام بتجليات روحية. أما حسن راشد فأعماله مستلهمة من التراث الشعبي، فضلاً عن لوحات سعد الحجيلان السعودي المصري.