أن يقطع النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح إجازته المرضية بعد أن أجرى عملية جراحية كبيرة ويقوم بتقديم العزاء لأسرتي الطالبين اللذين توفيا في التدريب العسكري أمر كبير، ويعد تعبيراً صادقاً عن الإحساس بالمسؤولية من الشيخ ناصر، لكن المطلوب الآن أن يعرف الجميع كيف حدثت وفاة الطالبين؟ وكيف أصيب زملاء لهما وأدخلوا المستشفيات؟ وكيف توفي طلبة غيرهم قبل فترة أثناء التدريب؟

أسئلة لابد من إثارتها مثل: هل يعد أمراً عادياً أن تحدث إصابات وحالات وفاة أثناء التدريبات العسكرية بتلك الصور المتكررة في الكويت وغيرها؟ وهل تعسف وبالغ المسؤولون عن التدريب في واجبهم؟ وهل هناك إهمال وأخطاء جسيمة بالمقاييس العسكرية ويجب تحريك المساءلة الجزائية عندها أم أن تلك الحوادث المؤلمة هي من القضاء والقدر وتحدث أحياناً في كثير من الدول؟

Ad

وزير الدفاع شكّل لجنة للتحقيق في الموضوع من وزارتي الصحة والدفاع، وهذا أمر مستحق، ويفترض أن تنظر اللجنة في كل حوادث الوفيات والإصابات التي حدثت في الفترات الماضية، ومن الضروري نشر إجراءات التحقيق ونتائجه فور الانتهاء منه، ولا يصح المراهنة على النسيان وطي صفحة الحادث في وجدان الناس، فالجرح النفسي والحزن كبيران، ليس فقط عند أهالي الطلبة المتوفين وأسر المصابين، بل يفترض أن يكونا عند كل صاحب حس إنساني ينشد العدالة والحق.

تحقيق العدالة وحكم القانون هنا مسألة ضرورة، لكن لا ينبغي أن يكون هذا مناسبة لتصفية ملفات وحسابات سياسية قديمة، فهناك فرق بين أن ننشد الحقيقة من أجل الحقيقة ذاتها وبين أن تكون تلك الحوادث المؤلمة وسيلة ابتزاز وتكسب سياسي على حساب آلام الآخرين المفجوعين بفقد أبنائهم، لننتبه.