تكبدت عملات الأسواق الناشئة خسائر حادة وعنيفة خلال الأيام الماضية، متأثرة في ذلك بالمبيعات الحادة، التي لا توجد أي مؤشرات حتى الآن على توقفها ما يشير إلى استمرار الخسائر.

على رأس عملات الأسواق الناشئة التي سجلت أكبر خسائر خلال الفترة الماضية، جاءت الليرة التركية، التي تواصل النزيف مقابل الدولار من بداية عام 2015، إذ قفز سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية خلال الأعوام الثلاثة الماضية بنسبة 129.45 في المئة مضيفاً نحو 3.78 ليرات بعدما قفز سعر صرف الدولار من مستوى 2.92 ليرة عام 2015 إلى نحو 6.7 ليرات في تعاملات يوم أمس الأول.

Ad

وأعلنت الحكومة التركية عدة إجراءات لوقف انهيار سوق الصرف، لكن حتى الآن مازالت عملتها المحلية تواصل النزيف، في حين لا تشير المعطيات القائمة إلى ظهور أي بوادر تؤكد استقرار وتماسك الليرة التركية مقابل الدولار.

في المرتبة الثانية، جاء البيزو الأرجنتيني، الذي سجل خسائر تقدر بنحو 51 في المئة مقابل الدولار منذ بداية العام الحالي.

وفي تحرك سريع لوقف نزيف الخسائر تحرك البنك المركزي الأرجنتيني قبل يومين وقرر رفع سعر الفائدة القياسي إلى 60 في المئة، في محاولة للسيطرة على معدلات التضخم، الذي تجاوز نحو 31 في المئة مواصلاً الارتفاع مع كل خسارة جديدة تلاحق عملتها المحلية.

كما تراجعت عملة إندونيسيا، لتسجل أدنى مستوى مسجل منذ أزمة 1998 رغم محاولات البنك المركزي للدفاع عن العملة. وعند نهاية تعاملات الجمعة، تراجعت الروبية الإندونيسية مقابل الدولار لتسجل الورقة الخضراء 14.839 ألف روبية، وهو أدنى مستوى منذ عام 1998. وكانت عملة إندونيسيا سجلت أدنى مستوى في تاريخها عند 16.800 ألف روبية لكل دولار خلال أزمة 1997 / 1998. وفقدت الروبية الإندونيسية نحو 8 في المئة من قيمتها خلال العام الحالي لتلحق بالموجة البيعية التي تخيم على عملات الاقتصادات الناشئة في 2018.

وخلال الساعات الماضية، تراجعت الكرونة السويدية لتلامس العملة الاسكندنافية أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

وفي سوق العملات، سجلت الكرونة السويدية هبوطاً أمام اليورو بأكثر من 0.2 في المئة لترتفع العملة الأوروبية الموحدة إلى 10.7093 كرونات.

وفي وقت سابق من الجلسة، وصلت عملة السويد إلى 10.72 كرونات لكل يورو ما يعني أنها لامست أدنى مستوى مسجل منذ صيف عام 2009.

وفقدت العملة المحلية للسويد نحو 8.25 في المئة من قيمتها مقابل عملة منطقة اليورو الموحدة خلال العام الحالي، وحتى الآن.

ويعتبر أداء الكرونة السويدية أقل من نظيرتها النرويجية، التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 0.9 في المئة خلال 2018. وتصل خسائر الكرونة السويدية مقابل الدولار منذ بداية العام الحالي حتى الآن إلى 10.77 في المئة. كما تهاوت عملة الهند أمام الدولار خلال الأيام الماضية إلى مستوى متدنٍ جديد، لتسجل أكبر خسائر شهرية في 3 سنوات.

وكانت العملة المحلية للهند قد تراجعت إلى مستوى 71.035 روبية لكل دولار في وقت سابق من التعاملات وهو أدنى مستوى في تاريخ العملة.

وتراجعت الروبية الهندية بنحو 3.3 في المئة خلال شهر أغسطس مسجلة أكبر وتيرة خسائر شهرية في 3 سنوات، كما فقدت أكثر من 10 في المئة من قيمتها منذ بداية العام الحالي حتى الآن لتكون العملة الأسوأ أداءً في آسيا خلال العام الحالي.