غداة توعد وزير استخباراته يسرائيل كاتز بملاحقة الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير إيران بالسلاح النووي، خلال حضوره حفل إطلاق اسم الرئيس الراحل شيمون بيريز على مفاعل «ديمونة»، الذي تحيطه السرية.

وفي تحذيره المبطن، قال نتنياهو، من مقر المفاعل في صحراء النقب، إن «الذين يهددون بمحونا يضعون أنفسهم في خطر مماثل، ولن يحققوا هدفهم بأي حال من الأحوال»، في إشارة إلى ترسانة القنابل النووية التي تمتلكها إسرائيل وتحيطها بالغموض.

Ad

وبينما أوضح نتنياهو، الذي يقود أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل، أن «جيش الدفاع الإسرائيلي سيواصل التحرك بعزم تام وقوة كاملة ضد النظام الإيراني الخطير والمتطرف ومحاولاته نشر قوات وأنظمة أسلحة متطورة في سورية»، مشيداً بالعقوبات الاقتصادية التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، أكد أن «ثمار الضغوط» بانت في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي اعتبر أن كثيراً من الإيرانيين «فقدوا ثقتهم بمستقبل البلاد وبقوتها، بسبب استئناف العقوبات».

ونسب نتنياهو، الذي لم توقع بلاده معاهدة حظر الانتشار النووي، الفضل إلى بيريز، الحائز جائزة نوبل للسلام، والذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء وتوفي عام 2016، في إنشاء المفاعل في خمسينيات القرن الماضي، في إطار «رؤية للتطبيع بين الدول الرئيسية في العالم العربي ودولة إسرائيل القوية»، معتبراً أن عملية التطبيع «تحدث أمام أعيننا على نطاق كان من المستحيل تخيله قبل سنوات قليلة مضت».

ويأتي تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، المخالف لسياسة عدم الاستفزاز التي تعتمدها بلاده لتفادي إطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة، في وقت تضغط حكومته على القوى العالمية لتحذو حذو الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق المُبرم مع إيران عام 2015، والذي حدّ من القدرات النووية للجمهورية الإسلامية.

وفي وقت تكثّف الدولة العبرية جهودها لإقناع الأوروبيين بمغادرة الاتفاق النووي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مثيلة لعقوبات واشنطن لإرغام طهران على تقديم تنازلات بعدة ملفات، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إن إيران «لا يمكنها تفادي مفاوضات» موسعة حول برنامجها النووي، بصرف النظر عن التزاماتها التي يتضمنها اتفاق 2015 الخاص بأنشطتها النووية.

ورأى الوزير الفرنسي، في اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين بفيينا أمس، أن إيران، التي جدد مرشدها الأعلى علي خامنئي رفض الدخول في أي مفاوضات جديدة مع المسؤولين الأميركيين وشكك في جهود أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي، «لا يمكنها تحاشي الدخول في مباحثات حول ثلاثة ملفات كبرى أخرى تشغلنا، في مقدمتها دور طهران في قضايا الأمن الإقليمي».

في المقابل، رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، على تصريحات نتنياهو، عبر «تويتر» بأن «إيران دولة لا تملك أسلحة نووية، يتم تهديدها من طرف يطلب الحرب ويمتلك ترسانة ذرية بتدميرها نووياً، حقاً إن هذا ليتعدى حدود الوقاحة في عالم فظ».