كيف نشأت فكرة ملتقى المرأة الثقافي؟

Ad

نشأت الفكرة عندما كنت أحضر مع صديقتي الشاعرة والفنانة التشكيلية كوكب الهامس لأمسية شعرية بمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس فقررنا إنشاء هذا الملتقى لإقامة نشاطات ثقافية تهتم بشؤون الأدب والفن والمجتمع بشكل عام، وإبراز دور المرأة في هذه المجالات .

كرّم الملتقى منذ فترة وجيزة شخصيات عربية سورية وفلسطينية وعراقية، في احتفال أقيم في المناسبة في بيروت، ما الهدف من هذا التكريم؟

الهدف من هذا التكريم تسليط الضوء على أعمال أدبية وفكرية ونشاطات فنية وثقافية يقوم بها مبدعون من سورية وفلسطين والعراق في لبنان، فهم، رغم التهجير الذي اضطرهم إلى ترك بلادهم في ظروف الحروب والأزمات، لم يمنعهم ذلك من إبراز مواهبهم وتنميتها وأداء دور نشيط في الحراك الثقافي في لبنان .

كيف تمّ اختيار الشخصيات المكرّمة؟

 

معيار الاختيار الصداقة التي تجمعنا مع هذه الشخصيات والتي ترسخت من خلال أعمالها المميزة ومشاركتها الفاعلة وحضورها الدائم في المنتديات الثقافية في المناطق اللبنانية .

قضايا شائكة

ما أبرز نشاطات الملتقى وهل تشمل المرأة فحسب؟

منذ أن أنشأناه في الثامن من مارس 2018، نظمنا أمسيات شعرية وندوات أدبية وتكريم شخصيات أدبية عربية، كذلك نحضر لتنظيم نشاطات وندوات لها علاقة بالمجتمع والبيئة والصحة .

إلى أي مدى يعكس الملتقى قضايا المرأة اليوم؟

نحن في الملتقى نركز على نقطة أساسية وهي أن المرأة تستطيع أن تكون عنصراً فاعلاً في مجالات مختلفة مع الرجل وإلى جانبه ويداً بيد، بالتالي تسليطنا الضوء على قضايا المرأة هو من ضمن قضايا المجتمع.

 

هل ثمة علاقة مع المنتديات الأخرى في لبنان؟

رغم أن لبنان ذو مساحة جغرافية صغيرة فإن مساحته الثقافية تفوق أضعاف مساحته الجغرافية، لذا نحن على تواصل دائم ومستمر مع المنتديات الثقافية في المناطق اللبنانية، لا سيما تلك الجادة في رفع المستوى الثقافي وتحسينه، فنتشارك وإياها في أنشطة كثيرة .

«الثورة الأنثى»

«الثورة الأنثى» عنوان ديوانك الشعري الأول، فإلام ترمين من خلاله؟

عنوان ديواني هو عنوان لقصيدة فيه، وقد أردتُ من خلاله التأكيد أن أي ثورة، فكرية أو اجتماعية أو سياسية في أي مجتمع، تهدف إلى تحسين ظروف معينة، لا تنجح إن لم تكن المرأة شريكة فيها، فلا يعقل أن تطالب أي ثورة بالحرية والمساواة والعدالة إن كانت تمارس القمع تجاه نسائها، وفشل ثورات اندلعت في دول عربية عدة دليل واضح على ذلك .

هل تمتشقين الفكر لشن ثورة ضد معاناة المرأة؟

في الأساس عبرت إلى عالم الشعر والأدب من خلال ديواني «الثورة الأنثى» الذي عكست في قصائده معاناة المرأة في مجتمعنا الشرقي... لذا يجب أن تسبق الثورة الفكرية الفعلية الثورة الاجتماعية، برأيي، فإن لم تتحرر المرأة فكرياً من الخضوع للعادات والتقاليد البالية والتخلف والجهل ستبقى حيث هي مستسلمة خاضعة ومهمشة .

الثورة تعادل الحرية وإرادة التغيير، إلى أي مدى تستطيع المرأة تحقيقهما؟

في الماضي كان التعليم حكراً على الرجل لأسباب فرضها المجتمع الذكوري على المرأة... ولكن عندما بدأت المرأة تناضل من أجل حقها في التعلم والعمل، استطاعت أن تغير واقعها المفروض عليها، فأصبحت تتمتع ولو بجزء من الاستقلال المادي والاقتصادي منحها بعض الحرية في المجتمع وإن كانت لا تزال منقوصة، لكنها استطاعت تحقيقها بكفاحها وإصرارها.

ما دور الرجل في شعرك؟

الرجل هو محور قصائدي، فيها الرجل المتسلط الذي انتقد تصرفاته، وفيها الرجل الإنسان الذي أطلب إليه أن يكونه، وفيها الرجل المحب الذي أنشده .

ما الرسالة التي توجهينها إلى المرأة؟

أقول لكل امرأة: آن الأوان لتكوني حرة .

تغيير وتاثير

الحب، والعنف، والاختلاف الفكري... وغيرها من قضايا يتمحور حولها الديوان. هل تقصدين من خلال ذلك التعبير عن نظرتك كشاعرة أنثى عما يدور من حولنا من أزمات؟ 

هذه المواضيع وغيرها طرحتها في ديواني لوضع هذه المشاكل والأزمات على طاولة النقاش والبحث عن حلول لها... فالشعر بالنسبة إلي وإلى شعراء كثر، يجب أن يكون قضية إنسانية لا مجرد نظم... كم من شعراء أسهموا في نهضة شعوب وأمم، على سبيل المثال قول أبي القاسم الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة/ فلا بدّ أن يستجيب القدر.

برأيك، هل يمكن للمرأة الأديبة أن تؤثر في النساء من خلال كتاباتها؟

عندما تناولت المرأة القلم وبدأت البوح بأفكارها على الورق، لم تفكر في نشر كتاباتها، بل أرادت تدوين خواطرها لنفسها. من ثم ارتأت أن هذه الكتابات تصلح لتحتويها دفتا كتاب، خصوصاً عندما أطلقت العنان لأفكارها الثورية ورفضت واقعها والعادات والتقاليد التي تكبلها وتضعها تحت سلطة المجتمع الذكوري. من هنا، أرى أن المرأة قادرة على التأثير في المرأة الأخرى من خلال الكتابة.

عندما ترى المرأة أن غيرها من النساء يكتبن، وينطلقن نحو ذواتهن ويرفضن القيود الظالمة، تتشجّع نحو التحرّر والتعبير، لا سيما أننا نشهد اليوم جرأة واضحة في التعبير حتى عن القضايا التي كانت تعتبر حتى الأمس القريب من المحرمات.

ما الجديد الذي نحضرينه راهناً؟

بالإضافة إلى نشاطاتي في «ملتقى المرأة الثقافي» أحضر حالياً لإصدارٍ جديد.

من ديوان «الثورة الأنثى»

«وانتصرت »

تغلّبتُ عليك أيها الصمت 

وانتصرت ..

فلا ينبغي أن أعود إليك

لا في الزمان ولا في المكان 

لم يعد يكفي لساني العتاب ...

فكلّ حواسي أتقنت الكلام ...

قل لي... كيف أصمت؟؟ 

وكل حرامٍ.. أصبح سماح ...

الدم المتخثرُ في الطرقات 

والبؤسُ متأصل في الأنامل ...

والملامحِ... والقسمات ...

والحق مرميّ

في أقبية الفئران...

أكل هذا أصبح مألوفاً!!! 

لأنه يحصل باسم الذكور 

وغيرُ مألوفٍ ما أقول!!!

أم لكم حريتكم.. 

ولنا الذل والخنوع..

فإما أن تكونوا ونكون..

وإما لا تكونون ولا نكون..

أبعد هذا أستسلم؟؟ 

لليأس المحتوم 

لا... وألف لا...

أن أسكت..

وأن أتراجع.. 

أو أموت...

وهل يجوز لمن قرر 

أن يذهب..

إلى أبعد ما يكون..

أن يعود؟؟