حدثينا عن شعورك بعد التكريم في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح القومي.

Ad

شعرت بسعادة كبيرة عندما علمت بخبر اختياري من ضمن قائمة المكرمين، وسعدت أكثر يوم تسلَّمت الجائزة على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية. صحيح أنه ليس أول تكريم لي في مسيرتي الفنية، لكن عشت سعادة غامرة به، ارتبطت بكونه أهم مهرجان مسرحي في المسرح العربي، بالإضافة إلى أنني تسلمته وأنا على قيد الحياة، من ثم له مذاق مختلف.

هل تشعرين بأن تكريمك تأخّر؟

بدأت مشواري المسرحي منذ بدأت الدراسة في معهد الفنون المسرحية. كان أول عمل قدمته مع سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب مسرحية «خيال الظل». كانت التجربة بالنسبة إليّ ثرية وخرجت منها بترشيح من المخرج نبيل الألفي لمسرحية «شمشون ودليلة» مع الفنانة القديرة سهير البابلي. واعتدت منذ تلك الفترة أن كل أمر سيأتي في أوانه. لذا لا أشعر بأن التكريم تأخر.

أكثر ما يسعدني أنني قدَّمت أعمالاً مسرحية وفنية أفتخر بها في مسيرتي الفنية، فلا أخجل بأي منها أو أندم عليها. عموماً، أنظر إلى ما قدمته في الماضي وأشعر بسعادة لا توصف.

ذكريات

خزانتك مليئة بالذكريات. هل ما زالت تفاصيل أول تجربة مسرحية في ذاكرتك؟

بالطبع، لأنني كنت لا أزال طالبة في الفرقة الثانية بمعهد الفنون المسرحية، والبدايات تكون غالباً مليئة بالحماسة. أتذكّر أن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب قالت لي: «انت خليفتي في المسرح»، ولا تزال هذه الكلمات في أذني حتى اليوم، وهي جعلتني أتعامل مع المسرح بشكل مختلف. كذلك أتذكر أن اختياري لدور «هدية» كان من خلال المخرج كمال ياسين الذي رشحني لعميد المعهد الدكتور رشاد رشدي وحصلت على موافقته.

بين اليوم والأمس

كيف اختلف المسرح بين الأمس واليوم؟

تعاونت مع الجيل الذهبي للمسرح. لم يكن الوقوف على خشبته سهلاً إطلاقاً، إذ كان مساحة للعمل الجاد دون غيره. والحقيقة أنني استفدت من ذلك كثيراً على المستويين الشخصي والفني، لا سيما أن المسرح كان بمنزلة المدرسة التي يتخرج فيها النجوم.

وكيف تنظرين إليه الآن؟

للأسف، نواجه مشاكل عدة في المسرح لها علاقة بالأوضاع الفنية عموماً والمسرحية خصوصاً، لا سيما في الفترة التي أعقبت الثورة وما تبعها من تراجع كبير في العروض المسرحية. لكن في الوقت نفسه، لا يجب أن نغفل التجارب الشبابية المسرحية التي حققت حضوراً وأعادت جزءاً من الرونق إلى المسرح ولكنها لا تزال بعيدة عما كانت عليه هذه الخشبة في الستينيات والسبعينيات.

لكن ثمة تجارب من المسرح الخاص أيضاً.

ثمة تجارب تتفاوت في المستوى أيضاً في المسرح الخاص، وأنا أقدرها وإذا نظرنا إلى الظروف التي تخرج فيها ستجد أن غالبيتها جيدة.

وبالنسبة إليك أيهما أفضل: مسرح الدولة أم مسرح القطاع الخاص؟

يتميَّز مسرح الدولة بانخفاض سعر تذكرته مقارنة بمسرح القطاع الخاص الذي يهدف إلى تحقيق ربح، وهو أمر لا يعيبه مطلقاً. لكني أؤمن بأنه كلما انخفض سعر تذكرة المسرح يسهم ذلك في زيادة الإقبال عليه. أما بالنسبة إلى اختياراتي فيحكمها النص الجيد، ولا يشغلني مكان العرض بقدر جودته وفريق العمل.

ابتعاد

لماذا توقفت عن تجربة الإنتاج السينمائي؟

لأن الظروف جعلتني أقرِّر الابتعاد عن السينما، فرغم أن فيلم «سنة أولى نصب» الذي قام ببطولته كل من خالد سليم، وأحمد عز، ونور، وداليا البحيري، حقَّق النجاح، ثم «ملاكي اسكندرية» وأخيراً «غرفة 707»، فإنني وجدت الظروف تغيرت ولم تعد مناسبة لي فقررت الاكتفاء بما قدمته.

يرى البعض أن جيلك قرَّر الابتعاد عن الساحة، ما رأيك؟

كل فنان لديه الرغبة في العمل وفي تقديم أدوار جيدة، لكن الأزمة الحقيقية في النصوص التي تُعرض على الفنانين الكبار، لأنها إذا كانت جيدة فإنها تكتفي بظهورهم كضيوف شرف في مشهد أو مشهدين، وهو أمر لا يتناسب مع نجوميتهم.

بعد هذه المسيرة الحافلة بين المسرح والسينما والدراما، هل ثمة شخصية ترغبين في تقديمها؟

أتمنى أن أجد سيناريو مناسباً أقدِّم من خلاله شخصية سيدة تقدَّم بها العمر وأصيبت بألزهايمر. أشعر بأنني قادرة على تجسيد هذه الشخصية بشكل جيد.

اكتشاف النجوم

تقول د. سميرة محسن إنها تشعر بالسعادة في كل مرة تؤمن فيها بموهبة فنية وتصيب في ذلك، لافتة إلى أنها تجد أن من واجبها دعم المواهب الشابة، لا سيما أنها وجدت من دعمها فنياً في بدايتها.

وتضيف أنها تسعد عندما ينجح من تدعمهم في الحضور بقوة ويصبحون نجوماً مثل أحمد عز وأحمد حلمي وغيرهما من نجوم وقفت إلى جانبهم خلال فترة الدراسة في المعهد، وتعاونت معهم أيضاً في أعمال من إنتاجها.