في موسم استثنائي وضعت له السعودية تطبيقات إلكترونية عديدة لمساعدة ضيوف الرحمن وتسهيل تحركاتهم، يؤدي أكثر من مليوني مسلم، بدءاً من الغد، مناسك الحج في مدينة مكة المكرمة، قادمين من مختلف بقاع الأرض.

وتأتي مناسك الحج هذا العام فيما تشهد السعودية موجة غير مسبوقة من التغييرات، بينها السماح للسيدات بقيادة السيارات، الذي بدأ تطبيقه في يونيو الماضي، وانفتاح على الخارج.

Ad

وقبل الشروع في المناسك، أدى الحجاج صلاة الجمعة في المسجد الحرام. وبحلول الخميس، وصل الحجاج إلى مكة المكرمة، للمشاركة في موسم الحج، الذي يمتد حتى الجمعة المقبل، في مجموعات قادمة من أماكن مختلفة من العالم. ويتنقل البعض تحت المظلات في أنحاء المدينة، للوقاية من أشعة الشمس، في حين ارتدت مجموعات الحجاج ألواناً مختلفة، ليتم تمييز أفراد كل مجموعة عن غيرها.

وفي وقت سابق، أعلن المدير العام للجوازات اللواء سليمان اليحيى، أمس الأول، اكتمال وصول الحجاج إلى المملكة عبر جميع منافذها البرية والبحرية والجوية.

وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة "حج ذكي"، الذي يتمثل بتطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية، مرورا بمناسك الحج.

ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق "أسعفني"، لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق.

كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق "مناسكنا" للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنكليزية.

ويعد الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام، وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.

ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروة، قبل أن يتوجهوا إلى منى في يوم التروية، ومنها إلى عرفات، على بُعد عشرة كيلومترات.

ويُطلق مسمى "يوم التروية" على اليوم الذي يسبق الوقوف في جبل عرفات، لأن الحجيج كانوا يتوقفون تاريخياً في منى للتزود بالمياه ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها.

وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة فيما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها، لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الأول من عيد الأضحى، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش ويبدأون شعيرة رمي الجمرات في منى.

ويترافق الحج عادة مع تدابير أمنية مشددة، إذ تخللته خلال أعوام سابقة حوادث تدافع أودت بحياة 2300 شخص في 2015، عدد كبير منهم إيرانيون.

ومرَّ موسم الحج العام الماضي من دون حوادث كبرى.