ألقت قطر بثقلها دعماً لأنقرة، التي تشهد عملتها الليرة تذبذباً وتراجعاً ملحوظاً في ظل توتر علاقتها مع الولايات المتحدة بشكل حاد، إذ تعهدت الدوحة بضخ 15 مليار دولار استثمارات مباشرة في شريان الاقتصاد التركي.

ووفق الرئاسة التركية، فإن أمير قطر الشيخ تميم أعلن ذلك الدعم السخي خلال زيارة عمل لأنقرة التقى خلالها حليفه الاستراتيجي الرئيس رجب طيب إردوغان.

Ad

واحتفى إردوغان بضيفه، واستغرق اللقاء في المجمع الرئاسي بعيداً عن الإعلام نحو 3 ساعات ونصف، في وقت ذكرت مصادر حكومية أن الاستثمار القطري سيجري تمريره عبر الأسواق المالية وبنوك في تركيا.

وتزامناً مع تحقيق الليرة التركية مزيداً من التعافي، ردت أنقرة أمس على زيادة واشنطن الجمارك على صادراتها من الألمنيوم والصلب برفع تعريفة الجمارك على عدد كبير من المنتجات المستوردة من أميركا.

وفي أجواء من التوتر غير المسبوق بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، استهدفت الجمارك التركية السيارات السياحية لتصبح رسوم استيرادها 120%، ورفعت المشروبات الكحولية إلى 140% والتبغ إلى نحو 60%، إضافة إلى الأرز وبعض مساحيق التجميل.

وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان إن قيمة الرسوم الجديدة تصل إلى 533 مليون دولار، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة شريك تجاري مهمّ، لكنه ليس الوحيد".

ورغم تهديد البيت الأبيض بفرض المزيد من الضغوط الاقتصادية، أكد المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين أن تركيا لا تريد حرباً اقتصادية، غير أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم شن هجوم اقتصادي عليها.

وأوضح كالين أن أنقرة تتوقع حل المشاكل مع واشنطن بالتي هي أحسن، لكن على الأخيرة التوقف عن محاولات التأثير على القضاء لإطلاق سراح القس الأميركي أندرو برونسون الذي تحتجزه تركيا بتهمة الإرهاب عامين.

وبعد ساعات من تصريح كالين، أعلن محامي القس الخاضع للإقامة الجبرية والممنوع من السفر أن محكمة ابتدائية تركية رفضت التماساً جديداً قدمه لإطلاق سراحه، مشيراً إلى أنه ينتظر رد محكمة أعلى درجة على طلب الإفراج.

وجاءت التطورات غداة إعلان "البيت الأبيض" أن الرئيس دونالد ترامب "لديه قدر كبير من الإحباط، نظراً إلى أن القس برانسون لم يُطلق سراحه، إضافة إلى عدم إطلاق سراح أميركيين آخرين وموظفين في منشآت دبلوماسية".