في ظل استمرار المساعي المصرية للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع حركة "حماس"، أعادت إسرائيل أمس فتح معبر كرم أبوسالم الوحيد لمرور البضائع، بما فيها الوقود والمحروقات إلى قطاع غزة، بعد إغلاقه في التاسع من يوليو بسبب التوتر على الحدود بين الجانبين، وإطلاق ناشطين فلسطينيين بالونات حارقة.

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه "بناء على قرار من وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وبالتشاور مع رئيس الأركان الجنرال غادي أيزنكوت، تمت إعادة فتح المعبر بشكل كامل، كما تم توسيع مساحة الصيد إلى تسعة أميال بحرية".

Ad

وأوضح رئيس اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع للقطاع رائد فتوح أنه تم إدخال نحو 700 شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والزراعي، ولقطاع المواصلات، من بينها 300 شاحنة محملة بمواد بناء"، مشيراً إلى أنه "سيتم ضخ كميات من المحروقات من بينها غاز الطهي إلى غزة".

وكرم أبوسالم هو المعبر التجاري الوحيد بين غزة وإسرائيل، ويتم من خلاله إدخال مواد البناء والسلع والمحروقات والمواد الغذائية التي يحتاج إليها القطاع.

منطقة الصيد

ومع تراجع إطلاق البالونات، التي تسببت في حرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات في جنوب إسرائيل على مدى الأيام الماضية، أكد رئيس اتحاد صيادي غزة أن إسرائيل وسعت نطاق المنطقة المسموح فيها بصيد الأسماك من 3 أميال إلى 9 من الشاطئ قبالة الساحل الجنوبي، وإلى 6 أميال في الشمال، وهي منطقة أقرب من الحدود الإسرائيلية.

وفي مغازلة إسرائيلية صريحة للحركة، قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في تصريحات بثتها إذاعة الجيش، "مادام سكان إسرائيل ينعمون بالأمن والهدوء فإن ذلك سيعود عليكم بالفائدة يا سكان غزة... وإذا استؤنف العنف فستكونون أول من يخسر".

لكن احتمال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، التي تهيمن على غزة، أثار قلقاً داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية من أن تستغل الحركة أي استراحة من القتال في بناء ترسانتها الصاروخية.

ووسط محاولات مصر والأمم المتحدة التوسط للتوصل إلى هدنة شاملة لمنع تصعيد آخر في القتال، ولتخفيف المعاناة الاقتصادية الشديدة في غزة، أكد مسؤولون في "حماس" توجه قادة فصائل إلى القاهرة، لمناقشة شروط وقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي اجتمع مجلس وزرائها الأمني المصغر أمس لبحث هذا الأمر.

وحذر وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يتزعم حزب "البيت اليهودي" في الائتلاف الحاكم، نتنياهو من أن حزبه سيصوت ضد الاتفاق مع "حماس".

وقال: "هذا الهدوء سيمنح حماس الحصانة الكاملة بحيث يمكنها إعادة تسليح نفسها بعشرات الآلاف من الصواريخ".

ونبّه الكاتب في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إلى أن "التسوية السياسية المرتقبة مع حماس تمثل اعترافاً إسرائيلياً بها واعتبارها شريكاً ذا شرعية، في ظل إصرار نتنياهو على التفاوض معها لتجنب حرب مبالغاً فيها، حتى لو جرّ عليه هذا الموقف انتقادات من اليمين واليسار".

عملية حية

وعلى الجانب اللبناني، نشر الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" على صفحته الرسمية على "تويتر"، مقطع فيديو لمشاهد حية من عملية عسكرية قام بها مقاتلوه في عام 2005، واستطاعوا من خلالها الدخول إلى الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل.

وأظهر مقطع الفيديو القائد العسكري محمد قانصو (ساجد الدوير) يقتحم الموقع الشرقي من قرية الغجر اللبنانية الحدودية.

وبحسب قناة "المنار" التابعة للحزب، فإن العملية العسكرية كانت تهدف إلى أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى لبنانيين.

ونشرت "المنار" تقريراً عسكرياً خاصاً عن العملية في ذكرى استشهاد قانصو، الذي قاد عملية الاقتحام.

فرض شروط

وفي خطاب متلفز في الذكرى الثانية عشرة لحرب "يوليو 2006"، اعتبر الأمين العام للحزب حسن نصرالله ليل الثلاثاء- الأربعاء أن مطالبة إسرائيل بانسحابه مع حليفته طهران من سورية "وقاحة"، مؤكداً أنه لا يحق للطرف الخاسر "فرض الشروط".

وقال نصرالله، في خطابه أمام لمناصريه في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، "رهان إسرائيل سقط، وآمالها ذهبت أدراج الرياح، وتأتي الآن لفرض الشروط، على من؟ على القيادة السورية المنتصرة؟ على إيران؟ على حزب الله؟".

وشدد على أن "زمن فرض إسرائيل شروطها على سورية أو لبنان انتهى"، معتبراً أن "إيران في منطقتنا هي أقوى من أي زمن مضى بل هي القوة الأولى".

وجزم نصرالله أمام مناصريه بأن حزبه اليوم بات "أقوى من الجيش الإسرائيلي". وقال إن "المقاومة بما تمتلك من سلاح، ومن عتاد، ومن إمكانات، ومن عديد، ومن قدرة، ومن خبرات، ومن تجارب، هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة".

وشنت إسرائيل في يوليو 2006 هجوماً مدمراً على لبنان استمر 33 يوماً، اندلع بعد خطف "حزب الله" جنديين بالقرب من الحدود مع لبنان.

وتسبب النزاع في مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود. إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على الحزب، ما أظهره في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر.