عزّز استخدام طائرات مسيّرة صغيرة في الاعتداءات على شخصيات معروفة، أو التحليق فوق مواقع حساسة، المخاوف من تحولها إلى مصدر تهديد أمني عالمي، بدأت على أثره قوات الأمن الفرنسية الاستعداد لمواجهته.

وبعد يومين من محاولة استهداف طائرتين مسيّرتين، تحمل كل منهما كيلوغراماً من مادة «سي 4» الشديدة الانفجار، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في أثناء مشاركته في عرض عسكري بكراكاس، رصدت فرنسا طائرة مماثلة خلال تحليقها أمس الأول بشكل مخالف للقانون، قرب حصن بريغانسون، حيث يمضي الرئيس إيمانويل ماكرون وزوجته إجازة، قبل أن تعطلها أجهزة التشويش، وتسقط في المياه.

Ad

وفي 2013، هبطت طائرة مسيّرة في موقع قريب من مكان وجود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال أحد التجمعات السياسية، في وقت فرض طوق أمني حول البيت الأبيض بعد رصد واحدة تحلق على مقربة منه عام 2015.

واستخدم هذه الطائرات أيضاً تنظيم داعش، وخصوصاً خلال معارك استعادة الموصل، لتصوير الجيش العراقي، وإلقاء متفجرات على جنوده.

وفي يناير، أكدت روسيا أن 10 «طائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات» هاجمت قاعدتها الجوية في حميميم، في حين نفذت 3 أخرى هجمات على أسطولها في طرطوس.

وأكدت هيئة إدارة السجون الفرنسية أنها تتعامل بجدية كبيرة مع أي تهديد تشكله هذه الطائرات، القادرة على «نقل الطرود» أو «تنفيذ عمليات رصد»، وهي تقنية استخدمت «بلا شك» في التخطيط لتهريب السجين رضوان فايد من محبسه في ضواحي باريس، الشهر الفائت، بحسب وزيرة العدل نيكول بيلوبيه.

وأشار العقيد في قوات الأمن جان فرنسوا موريل إلى وضع «استراتيجية حراسة وتحقيق وتقييم للمعدات»، مبيناً أن 400 ألف طائرة مسيّرة لأغراض الترفيه بيعت العام الماضي.

وفي خطوة لافتة، أعد سلاح الجو الفرنسي برنامجاً لتدريب النسور على اعتراض هذه الطائرات، في تجربة مستوحاة من برنامج مشابه للشرطة الهولندية، التي عمدت مع ذلك إلى «تسريح» الطيور الجارحة من صفوفها نهاية العام الفائت لعدم امتثالها للأوامر.