فساد الكويت غير...

نظامها التعليمي غير...

Ad

نظامها الصحي إدارياً لا ينتمي للعالم الثالث...

نظامها السياسي أصبح في مهب الريح...

حتى السلوك الاجتماعي أصبح مليئاً بالمجاملات والرياء...

حب الناس للمظاهر يعتبرونه سلوكاً حضارياً...

لم يعد للصدق والأمانة وجود إلا في القلة من الشعب...

ولكن أن تكون زبالتنا أيضاً غير، فهذه عجيبة ومثيرة...

طبعاً المقارنة غير واردة أبداً، ولكن لننظر لبلد حضاري مثل السويد، في الواقع ليس هناك "زبالة" بالمعنى المعروف، لأن الشعب يحب النظافة، ولا يجمع زبالة أمام البيوت، فإعادة التدوير "Recyeling" بوضع الزجاجات في حاوية خاصة، وكذلك بقايا الأكل ومخلفات القرطاسية كالورق وأكياس البلاستيك وغيرها، حيث يستفاد منها من خلال إعادة استعمالها بالتدوير.

تصوروا السويد من قلة زبالتهم بدأت تستورد ثمانين ألف طن من المخلفات سنوياً من النرويج، لاستخدامها كوقود بديل في حالات خاصة، دون أن ننسى أن النرويج أغنى بلد في العالم، من دخلها من الاستثمارات الخارجية فقط...

في ديرتنا يا خلَّاف استثماراتنا الخارجية في تناقص، وزبالتنا بازدياد، وروائحها حتى في الشوارع الرئيسية والسكيك تزكم الأنوف، وسيارات النقل يطيح منها بواقي التحميل، وإعادة صندوق الزبالة أكثر مما يجمعه، وبعدين يودونها ويفرزونها بحثاً عن أي شيء قابل للبيع، هذا هو مفهوم التدوير لدينا في الكويت، فكل بيت أمامه صندوق زبالة مليان للآخر، وأيضاً أكياس أخرى بجانبه مما يسعد الزبالين!

عدد سكان الكويت بحدود أربعة ملايين، بينما السويد عدد سكانها عشرة ملايين، فشرايكم ننافس النرويج، ونبيعهم زبالتنا، وكل اللي نبيه منهم يفهمون حكومتنا ومجلس أمتنا وشعبنا كيف وصلوا إلى هذه الدرجة من النظافة، ليس في الشوارع فقط، وخُلوِّها من الزبالة، بل أيضاً في النظافة وفي السلوك والأخلاق والأمانة.