وفق دراسة واسعة نشرتها «المجلة الطبية البريطانية»، برز رابط بين مضادات الكولين التي تُستعمل لمعالجة مشاكل المثانة والباركنسون والاكتئاب وبين زيادة خطر الإصابة بالخرف. تُسهّل مضادات الكولين عملية انقباض العضلات وإرخائها وتعطي مفعولها عبر إعاقة عنصر الأستيل كولين الذي ينقل الرسائل أيضاً في الجهاز العصبي. قارن الباحثون في الدراسة سجلات طبية تعود إلى 40770 شخصاً من المصابين بالخرف فوق عمر الخامسة والستين و283933 شخصاً من المسنين الأصحاء.

اكتشف الباحثون أن المصابين بالخرف كانوا أكثر ميلاً بنسبة 30 % إلى تلقي وصفة طبية بأخذ مضادات الكولين لمعالجة الباركنسون أو مشاكل المثانة أو الاكتئاب. تتعدد أنواع مضادات الكولين الشائعة، من بينها البروسيكليدين (كيمادرين) لمعالجة الباركنسون، والتولتيرودين والأوكسيبوتينين والسوليفيناسين (فيسيكار) لمواجهة اضطرابات بولية مثل فرط نشاط المثانة أو سلس البول، والأميتريبتيلين والدوسوليبين والباروكسيتين ضد الاكتئاب. لكن لم يبرز أي رابط بين الخرف وبين مضادات الكولين المستعملة لمعالجة اضطرابات شائعة أخرى كحمى القش وغثيان السفر وتشنجات المعدة.

اكتشفت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين أصيبوا بالخرف كانوا يأخذون مضادات الكولين لمدة تتراوح بين أربع سنوات و20 سنة قبل تشخيص المرض لديهم، وارتفعت نسبة الخطر في حالتهم كلما طالت مدة أخذ الأدوية. لم يتضح بالكامل بعد العامل الذي يفسّر الرابط بين هذه الأدوية وبين الخرف.

Ad

يتعلق أحد المخاوف باحتمال أن يتسارع أثر مضادات الكولين في بداية نشوء الخرف لدى الأفراد المعرّضين للمرض. أكد الباحثون ضرورة إجراء أبحاث إضافية وشجعوا الأشخاص الذين يحملون أي مخاوف في هذا المجال على متابعة أخذ أدويتهم إلى أن يستشيروا أطباءهم.

رفع الأثقال يحسن معنوياتك

برز رابط بين تمارين الأيروبيك وبين تراجع أعراض الاكتئاب. لكن يمكن تحقيق الأثر نفسه عبر ممارسة تمارين المقاومة، كرفع الأثقال وتمارين وزن الجسم، من بينها حركة الدفع نحو الأعلى.

نُشر تحليل شامل في مجلة «جاما» للطب النفسي وتمحور حول آثار تمارين المقاومة في أعراض الاكتئاب في 33 تجربة عيادية شملت 1877 شخصاً. اكتشف الباحثون أن الأفراد الذين مارسوا هذا النوع من التمارين سجلوا تراجعاً ملحوظاً في بعض الأعراض، مثل تعكر المزاج وتراجع الاهتمام بالنشاطات وغياب تقدير الذات، مقارنةً بمن لم يمارسوا تلك التمارين.

سُجّل أبرز تحسّن لدى الأشخاص الذين كانوا مصابين بدرجة خفيفة أو معتدلة من أعراض الاكتئاب. لكن لم يبرز رابط بين الوضع الصحي وبين مدة تمارين المقاومة وحدّتها أو مستوى تحسّن القوة الجسدية من جهة وتراجع أعراض الاكتئاب من جهة أخرى، ما يعني أن الآثار الإيجابية التي تعطيها تمارين المقاومة لا ترتبط على الأرجح بتغيرات جسدية بل بممارسة تلك التمارين.