للمواقف رجال والفرص لا تتكرر، لذلك أرجو أن تكون، أيها الوزير، الفارس الذي سيخلده التاريخ السياسي الكويتي، فإذا استغللت هذه الفرصة لله ثم للبلاد والعباد فالتاريخ السياسي الكويتي سيخلّد اسمك، لأن المنصب زائل والوطن والتاريخ دائمان، وإنني أعلم علم اليقين أن ضغوطا كبيرة ستواجهها إذا قمت باجتثاث كل شهادة مزورة.

ولكن المبدأ لا يتجزأ، وأنا أرى فيك أكاديميا مُتميزا، فقد تبوأت منصبك بجدارة، فلتقطع الطريق على أي ضغوط نيابية كانت أم سياسية، ولتكمل اجتثاث الشهادات المزورة أو تقدم باستقالة مسببة لكي تُبرئ ذمتك.

Ad

أريد أن أعود بك إلى مقابلة تلفزيونية مع مهندس متخصص هو المهندس بدر ملبس الذايدي الذي قال حرفياً "يوجد 50 ألف شهادة مهندس مزوّرة في دول مجلس التعاون الخليجي كافة"، فكم هي حصّة الكويت من هذا العدد الكبير؟ والآن ظهر في إحدى وسائل الإعلام وجود شهادات مزورة من الكويتيين في بعض التخصصات الحساسة من قانون وطب وهندسة وشهادات متفرقة أخرى.

فمن يحمل شهادة دكتوراه مزورة لا يمكن أن تكون نتائج عمله إلا إنشاء جيل فاشل، ونشر الخبر دون الاستمرار في حملة لكشفه ومحاربته والقضاء عليه غير مجدٍ، فالجريمة موجودة أمامكم كاملة الأركان لا ينقصها إلا إحالتها إلى القضاء.

يا دكتور أخاطبك كإنسان نبش عشّ الدبابير، فالبلاد والعباد في الكويت ينتظران منك قراراً إما أن يسطّر صفحة ناصعة البياض، وهذا ديدن من يملك القرار، وهذه صفة رجل الدولة صاحب القرار، وإما الاستقالة المسببة التي سيحفظها لك الشعب الكويتي، وتدوّن علامة بارزة في العمل السياسي، كما خلّد من استقال من منصبه مثل العم عبدالعزيز الصقر والخالد وغيرهم، رحمهم الله جميعاً، فالرجال مواقف والتاريخ لا يرحم، وليس كل سياسي يمتلك صفات رجل دولة، وأنا لا أزكي على الله أحداً، لكنني آمل، كما بقيّة الغالبية العظمى من الشعب الكويتي، أن تكون منهم.

قال الله تعالى "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ"، وقال أيضاً "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، ويقول على لسان شعيب، عليه السلام، لقومه: "وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ".

في الختام نذكركم بالقسم الذي قطعتموه أمام صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، وأمام نواب الأمة "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق".

حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهده وشعبها من كل سوءٍ ومكروه.