أشادت تركيا الإثنين برد لاعب كرة القدم التركي الأصل مسعود اوزيل على "العنصرية" وتركه المنتخب الألماني بعد أن دافع عن ألوانه لـ92 مباراة وساهم في قيادته قبل أربعة أعوام للقبه العالمي الرابع، وأعلنت المتحدثة الرسمية بإسم المستشارة انجيلا ميركل أن الأخيرة تطالب باحترام قرار اوزيل بترك المنتخب الالماني.

Ad

وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين في برلين: "المستشارة الألمانية تقدر مسعود أوزيل للغاية. مسعود أوزيل لاعب رائع قدم الكثير من أجل المنتخب الوطني... مسعود أوزيل اتخذ الآن قرارا يتعين احترامه".

وأضافت المتحدثة أن الرياضة تساهم كثيرا في الاندماج في ألمانيا، وقالت: "ألمانيا بلد منفتح على العالم واندماج الأفراد المنحدرين من أصول مهاجرة مهمة محورية للحكومة الألمانية".

وتعرض أوزيل، المولود في ألمانيا لعائلة تركية الأصل، لانتقادات قاسية منذ الصورة المثيرة للجدل التي جمعته وزميله في المنتخب الألماني التركي الأصل ايضا ايلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو، مما أثار أسئلة حول ولائه لألمانيا قبل نهائيات كأس العالم في روسيا.

وردا على ما تعرض له قبل وخلال نهائيات كأس العالم التي ودعتها ألمانيا من الدور الأول وتنازلت عن اللقب، أعلن اوزيل أنه "بقلب مفعم بالاسى، وبعد الكثير من التفكير بسبب الأحداث الأخيرة، لن أعود لألعب على المستوى الدولي ما دمت أشعر بهذه العنصرية وعدم الاحترام تجاهي".

وفي اعلانه عن قرار ترك المنتخب الألماني الذي سجل له 23 هدفا، أشار اوزيل الى أنه تلقى اللوم بشكل غير عادل بسبب خروج المنتخب من الدور الأول في كأس العالم، منتقدا بشكل خاص رئيس الاتحاد الألماني رينهارد غريندل.

وقال "لن أكون بعد الآن كبش فداء (لغريندل) بسبب عدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بعمله بشكل صحيح"، مضيفا "في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر".

وأكد اوزيل أنه مخلص لكل من اصوله التركية والالمانية، مشددا في الوقت ذاته على انه لا يريد الادلاء ببيان سياسي من خلال الظهور مع اردوغان.

وتابع "على غرار العديد من الناس، جذور أسلافي تعود الى اكثر من بلد واحد. بينما نشأت وترعرعت في المانيا، تملك عائلتي جذورا راسخة في تركيا. لديّ قلبان: أحدهما الماني والآخر تركي".

وحظي قرار ابن الـ29 عاما بتأييد رسمي تركي حيث غرد وزير العدل عبد الحميد غول "أهنىء مسعود أوزيل الذي سجل بقراره ترك المنتخب الألماني أجمل هدف ضد فيروس الفاشية".

أما وزير الرياضة التركي محمد كاسابوغلو الذي حذا حذو غول ونشر صورة أوزيل المبتسم مع أردوغان، فقال "نحن نؤيد بصدق الموقف المشرف الذي اتخذه شقيقنا مسعود أوزيل".

وفي تغريدة سبقت اعلان اوزيل تركه المنتخب الألماني الذي توج معه بكأس العالم قبل أربعة أعوام، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان، إن اضطرار اللاعب الى الدفاع عن لقائه بالرئيس التركي "مؤسف لأولئك الذين يدعون بأنهم متسامحون ومتعددو الثقافات!".

وكشف اوزيل أنه التقى للمرة الاولى أردوغان عام 2010، بعد ان شاهد الرئيس التركي والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل مباراة جمعت بين المانيا وتركيا. ومذاك تقاطعت علاقة اللاعب بالرئيس التركي مرات عدة في مختلف انحاء العالم.

وشدد أن التقاط الصورة مع الرئيس التركي هو ومواطنه وزميله في المنتخب غوندوغان، قبل أيام قليلة من اعادة انتخاب اردوغان رئيسا لتركيا "لا علاقة له بالسياسة او بالانتخابات، بل الامر هو عبارة عن احترام أعلى منصب في موطن عائلتي".

وتابع أن "وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست بسياسي، ولم يكن اجتماعنا بهدف الترويج لغايات سياسية".

وتعد المانيا موطنا لأكثر من ثلاثة ملايين شخص من اصل تركي.

وأردف أوزيل قائلا "أعلم أنه من الصعب فهم الامر، كما هي الحال في معظم الثقافات اذ لا يمكن فصل السياسي عن الشخصي. مهما كانت ستؤول اليه النتيجة في هذه الانتخابات أو نتائج الانتخابات السابقة، كنت سالتقط الصورة".

وأخذت المسألة بعدا آخر وأعمق بعد الاداء المخيب للآمال لأوزيل في المباراة الافتتاحية لـ"ناسيونال مانشافات" والتي خسرها الأخير أمام المكسيك (صفر-1) في مونديال روسيا2018، ما دفع المدرب يواكيم لوف لاستبعاده عن المباراة الثانية أمام السويد (2-1)، ليعود الى صفوف التشكيلة اساسيا في المباراة الثالثة أمام كوريا الجنوبية والتي خرج على أثرها حامل اللقب وهو يجر خلفه اذيال الخيبة بعد الخسارة (صفر-2).

واعتبر مدير المنتخب الألماني أوليفر بيرهوف أنه كان يتوجب الاستغناء عن خدمات أوزيل بسبب موقفه من مسألة اتخاذه صورة مع الرئيس التركي أردوغان، قبل ان يبدي أسفه لما أدلى به.

كما ان القائد السابق للمنتخب الالماني لوثار ماتيوس اتهم أوزيل بأنه لم يعد مرتاحا في قميص المنتخب الألماني.

وقال أوزيل إنه يمكن أن يتقبل انتقادات بخصوص أدائه على أرضية الملعب ولكن ليس عندما تكون مرتبطة بخلفيته العرقية.

وقال "إذا وجدت صحيفة أو منتقد خطأ في مباراة ألعب فيها، عندها يمكنني قبول ذلك"، مضيفا "لكن ما لا استطيع ان اقبله هو ان وسائل الاعلام الالمانية اصدرت اللوم بشكل متكرر على تراثي المزدوج وصورة بسيطة لكأس عالم سيئة نيابة عن مجموعة كاملة"، واصفا اياها بانها "دعاية يمينية".

وتابع "هذا يتجاوز خطا شخصيا لا ينبغي تجاوزه أبدا، حيث تحاول الصحف قلب الامة الألمانية ضدّي".

كما ندد بشدة بتصريحات ماتيوس والتي قال فيها إنه "التقى بقائد عالمي آخر قبل بضعة أيام ولم يتلق أي نقد إعلامي" في إشارة واضحة إلى ظهوره مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وهاجم أوزيل راع لم يكشف عن اسمه، والذي قال انه أزاله من أشرطة فيديو ترويجية لكأس العالم بعد ظهور الصور مع اردوغان.

وقال "بالنسبة لهم، لم يعد من الجيد أن يشاهدوا معي و(أنهم) يسمون الوضع ب"أزمة إدارة".