عنوان ديوانك الجديد «أتعيد النظر؟»، لماذا يحمل علامة استفهام؟

Ad

العنوان هو نافذة إلى صلب الكتاب. أطرح السؤال لأحثّ القارئ على المشاركة في المواضيع المطروحة. القصيدة هي سرد للقصة بأسلوب شعري يروي تفصيلات أحداث واقعية أو تخيلية تعتمد على الذاكرة، من دون الدخول في التفاصيل المعقدة، مع محاولة للتشويق وجذب الانتباه من ناحية اقتناص اللحظة والتكثيف واللغة كما في قصيدة «في الليل»: «أنا الشقراء آتية في أحلامك/ أزورك الليلة دون استئذان/ لأغلب النوم وأحل الأرق/ أنال منك يا حبيبي/ وأمامك ألبس الأزرق/ كيف لا تهابني يا هذا؟».

تتنوع القصائد بين الرومانسية والسياسية والوطنية، فهل تفرض أحداث معينة، شخصية أم وطنية، ولادة القصيدة عندك؟

بالطبع الأحداث المحيطة بي، سواء شخصية أو وطنية، تثقل على بنات أفكاري لتتمخض وينتج عنها ولادة قصيدة، تتميز بفكرة معينة لحدث قد تم، بالتالي نوعية القصيدة تقضي بقراءة الأحداث بطريقة مستفيضة ومعمقة ليتّضح للقارئ الهدف المشار إليه في القصيدة.

يعكس بعض القصائد حالة معينة في حين تحمل قصائد أخرى وجهة نظر، فهل يمكن أن يضمن الشاعر قصيدته رأيه في ما يحدث حوله، وهل تتحمل القصيدة الفعل وردات الفعل؟

يجب أن يرصد الكاتب والشاعر الناجح أي خبر ومتغير حوله ليضيء عليه ويطرحه للنقاش، فأنا مثلاً من الناس ولهم أكتب، أقرأ وجوههم وألمح أوجاعهم وأسمع تمتمات شفاههم وأكتب قصصهم، ولكن بطريقتي. لا أكتب بطريقة عشوائية بل أحاول في قصائدي طرح موضوع معين ورسمه بصورة واضحة، ليعيش القارئ أحداثه ويتفاعل مع القصيدة، كي أوصله إلى الفكرة الأساسية للقصيدة، كما في قصيدة «صدفة لقاء»: «وسألها كيف جئت؟/ قالت له: أتيت صدفة كنت أمشي/ أمشي وكأنني على موعد.../ أرشدتني الطيور إلى مقعدٍ شاغر/ فجلست أنتظر القدر/ ونظرت إليه قائلة «وأنت تذكرتني أيها الغريب»...

قصيدة هادفة

من يقرأ قصيدة لك يلاحظ أنها تنقل القارئ على أجنحة الصورة الشعرية إلى هدف معين، فهل يمكن القول إنك تقصدين اعتماد الكتابة الهادفة؟

فرعي

لطالما امتازت القصيدة بوفرة أدواتها في الجودة والفصاحة والبلاغة والبيان والإيقاع، ولعل الوقت الحالي يتطلب البساطة والوضوح في القصيدة أكثر من أي زمن آخر، إذ أصبحنا في عصر التكنولوجيا حيث الأحداث تتسارع والكل يعاني ضيق الوقت.

ليست القصيدة مجرد شكل بل هي محتوى وإحساس عميق ومخيلة. إن توافرت هذه العناصر فهي كفيلة بجذب اهتمام القارئ وإعجابه وتقديره. ويبقى الشعر حالة من حالات الحس الإنساني.

تتميز قصائدك بأسلوب سلس بعيد عن الصناعة فإلى من تتوجهين في شعرك؟

في هذا العصر ابتعد الناس عن الكتاب والقراءة وأصبح لِزاماً علينا أن نكتب بطريقة تجذب الأعمار كافة، كذلك من واجبنا أن نكتب عن حياة القارئ اليومية وما يعانيه حتى نشركه في العمل الشعري ليتم الهدف المراد الوصول إليه.

أكتب للمرأة العاملة وللأم، أكتب للشباب والشابات، كذلك للرجل العادي والمتميز، وأعبر عن الحس الوطني عند كل من يتصفح ديواني.

أنشد الحس الإنساني الحي الذي نتلمس الشرارة المتطايرة منه إلى درجة الإبداع، وهذا أرقاها، مهما اختلفت فيها الدرجات، فلا شك في أن يضيف القارئ من تفاعله مع الكلمة صوراً شعرية تتجلى في أدق تفاصيل الوجود التي يتعذر على الانسان العادي رصدها، وتنم عن مدى خطورة الرصافة وقدرتها الهائلة في ترجمة الوجود الإنساني بأدق صورة وحيثياته، وكأنك تغادر الدائرة الضيقة لتحلق بواقعية الصورة ورهنيتّها المذهلة.

تكتبين الشعر بالإنكليزية إلى جانب العربية فهل تختلف هيكلية القصيدة بين اللغتين؟

هيكلية القصيدة واحدة إلا في جماليات الأسلوب والمضمون، وإن كان ثمة اختلاف إلا أن البناء لا بد من أن يأخذ ثقافة الآخر.

إلى أي مدى ترسمين عالمك الخاص في قصائدك؟

قليلة جداً القصائد التي تتحدث عن حياتي الخاصة وإن تكلمت عن حديقة جدي في «أتعيد النظر؟»، أو عن خالتي في «وهل يلام القمر؟»، كذلك تحدثت عن ابنتي وأجدت وصفها وأنا ليس لدي ابنة.

ابنة الزعيم

في الديوان قصيدة في عنوان «ابنة الزعيم»، إلام ترمين من خلالها؟

تعبِّر «ابنة الزعيم» عن طريقة تفكير نسبة معينة من الطبقة السياسية ونظرتها إلى العامة أو الشعب، وتسلط الضوء على لسان مجالسهم وما يدور في كواليس المطبخ السياسي بعيداً عن الكاميرا والتصنع والتزلف.

كانت «ابنة الزعيم» وليدة لحظة غضب وتأثر من الحال التي نعيشها الآن وصرخة ألم المواطن.

ديوانك الأول «هل يلام القمر؟»، هل ثمة رابط بينه وبين ديوانك الجديد؟

ديوان «وهل يلام القمر؟» يتميز بقصائد غزل، فيما يتنقل ديواني الثاني في حديقة غناء فيها الكثير من ألوان الوطنيات والتأملات والغزل والذكريات... الرابط بينهما هو «الأنا» التي اشتغلت على تجربتها الشعرية، وتجلى ذلك واضحاً في قصائد الديوان الثاني التي اكتسبت نضجاً في التجربة الشعرية.

كيف تقيمين الحركة الشعرية في لبنان اليوم في ظل الكثافة في إصدار الدواوين الشعرية وتنظيم الأمسيات الشعرية؟

الحركة الشعرية هي دليل صحي، واللافت كثرة الأمسيات التي نشهدها في السنوات الأخيرة والالتفاف حول الشعر والشعراء في المناطق اللبنانية كافة. حتى المهرجانات الصيفية باتت تفسح مجالاً للأمسيات الشعرية، ما يعطي للشعراء بعضاً من حقهم ويدفعهم إلى مزيد من الإبداع. بالنسبة إلى استمرارية الشعر، هنا يدخل التقييم الذي ينقسم إلى قسمين: الأول: تقييم الظاهرة والإبداع عند الآخرين، والثاني: جودة التقييم تكون للنقاد والقراء والمستمعين. في النهاية وحده الشعر الجيد يبقى ويخلد في الأذهان...

جديد... مع الأيام

حول جديدها أوضحت الشاعرة نهاد حبيب: «أستمتع بحصاد السنين وقضاء فصل الصيف مع عائلتي، وأترك للغد أن يحمل إلي تباشير عملي الجديد».

وختمت حوارها مع «الجريدة» بقصيدة «عندما تبالي»:

«لا أعرف كيف تجعل زنابقي تزهر وتتكحل/ لا أعرف كيف تقنع الورود/ حتى من أجلك تتعطر/ ولا كيف يسكت الحسون/ من أجل شدويكَ/ كل هذا والياسمين من أجلك ينثر/ فاحتكرت مسامي وأحاسيسي/ حتى الأبواب شُرعت لقدومك/ أيها الزائر العجيب...»