‎سيمون بوليڤار شاب فنزويلي وسيم، عاش حقبة من شبابه في إسبانيا قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليؤسس تنظيماً ثورياً من أجل تحرير وطنه، وفي إسبانيا عاش قصة حب مع ابنة أحد كبار العسكريين، فتقدم إليه خاطباً، فدار بينهما هذا الحوار:

‎- سيدي الجنرال قد تكون سمعت عني الكثير من الأقاويل بعضها يحمل الكثير من المبالغة...

Ad

‎- أعرف عنك كل شيء يا سيمون بوليڤار، وإنك تتردد على بيتي، فلا أمنعك لنبلك، ولعلاقتي القديمة بوالدك الراحل، والآن ماذا تريد على وجه التحديد؟

‎- أرغب يا سيدي بشرف الاقتران بالآنسة كريمتكم تريزا.

‎- تناهى إليّ أنك مجنون، ولكنني لم أظن أن يبلغ بك الجنون إلى هذا الحد!

‎- لماذا يا صاحب السعادة؟

‎- لماذا؟... لأنك أيها المجنون في الثامنة عشرة من عمرك، وهي في الخامسة عشرة.

‎- إذا كان هذا اعتراضك الوحيد فيمكننا تذليل هذه العقبة.

‎- أيها الأحمق هل نحن في مجال بيع وشراء؟

‎- سيدي: إنني أحب تريزا، وهي تحبني، وليس من الرحمة...

‎- "مقاطعاً" لا تخاطبني أيها الفتى كأنك تتلو على مسامعي حوار مسرحية رخيصة من مسرحيات الفرنسيين الذين أتلفوا عقلك!

‎- يا صاحب السعادة سأتزوج من تيريزا.

‎- أقسم إنني لن أقبل ما عشت أن يكون واحد مثلك زوجاً لابنتي.

***

‎• هذا الرفض كان حافزاً لتحرير 13 دولة من فنزويلا شمالاً إلى الأرجنتين جنوباً.

‎• وبينما كان بوليڤار يعقد الاجتماعات الثورية، ويعكف على كتابة المنشورات النارية، وبعد أن تجاوز العشرين من عمره وصار اسمه يتردد في المحافل السياسية عاد إلى الجنرال والد تريزا مجدداً فبادره الجنرال بالقول:

‎- ماذا أفعل بفتى مجنون مثلك؟

‎- زوجه ابنتك!

‎- دعني أفكر...

‎- سيدي لماذا تهدر وقتك بالتفكير؟ زوجني تريزا الآن.

***

‎• وجرت مراسم الزواج في كنيسة صغيرة، وعاش سيمون وتريزا في سعادة ما بعدها سعادة، ثم أخذ بوليڤار يواصل معاركه، فقامت في كاراكاس ثورة عارمة، وكانت تريزا توفر له كل أسباب الراحة، وتحثه على المضي قدماً في أفكاره التحررية لكل دول أميركا الجنوبية.

‎• في هذه الأثناء أصيبت تريزا بالحمى، وبينما هي طريحة الفراش همست لسيمون:

‎- عدني يا سيمون.

‎- أعدك بكل ما تطلبين يا حبيبة القلب.

‎- ألا تخيب أمل مواطنيك فيك يا حبيبي إذا حانت ساعتي.

***

‎• شكّل موت تريزا تحولاً خطيراً في حياة بوليڤار، فقاد معارك طاحنة سنوات طويلة، ولم يضع سيفه في غمده إلا بعد أن تحررت أميركا الجنوبية من ربقة الاستعمار، وأصبح بوليڤار رئيساً لعدة دول مستقلة: فنزويلا، وكولومبيا، والإكوادور، وبوليڤيا.

‎• وقام ذات مرة بزيارة لقبر تريزا وخاطبها بحزن شديد:

‎لقد حققت رغبتك يا حبيبتي، والتزمت بوصيتك، فهل ستسمحين لي بوصية أخرى. أرغب في أن يكون قبري هنا إلى جانب قبرك.

‎• وهذا ما حدث بالفعل بناءً على وصيته، فأصبح قبر بوليڤار وتريزا مزاراً لعشاق الحرية والحب.