حقق «قلب أمه» نحو 14 مليون جنيه ليحلّ في المركز الثالث بين أفلام الموسم السينمائي الراهن في مصر، فيما حقّق «الأبلة طم طم» نحو سبعة ملايين جنيه في المركز الرابع.

الفيلمان كوميديان، ولم يحققا نجاحاً لافتاً على عكس أفلام الحركة التي تواصل نجاحاتها منذ نحو عامين. لكن المنتج محمد السبكي يقول إن الكوميديا لن تتراجع إزاء «الأكشن» لأن ثمة أفلاماً تمزج بين النوعين ونجحت مع الجمهور وحققت أرقاماً جيدة، مشيراً إلى أن اهتمامات المشاهد في السينما تتغير كل فترة، لكن هذا لا يعني اختفاء نوع لصالح نوع آخر.

Ad

ويضيف أن لكل جيل من الفنانين الكوميديين ما يميزه، والكوميديا راهناً مرتبطة بالأحوال الاجتماعية، مشيراً إلى أن ثمة تجارب كوميدية حققت ايرادات جيدة في شباك التذاكر مثل «قلب أمه» لهشام ماجد وشيكو.

ويؤكِّد أن تصدّر شباك التذاكر ليس المعيار الوحيد للحكم على نجاح الأعمال الكوميدية، لافتاً إلى أن ميزانية هذه الأفلام تكون قليلة غالباً مقارنة بأفلام الحركة، من ثم في حسابات الأرقام يمكن لفيلم «أكشن» أن يتصدر المشهد ولا يحقق تكلفته، بينما يحصد فيلم كوميدي تكلفته وأرباحاً مضاعفة لمنتجة رغم أنه ليس في المركز الأول.

نجاح متنقّل

السيناريست نادر صلاح الدين يؤكِّد أن السينما المصرية تعرف كل فترة «ثيمة» معينة من الأفلام تستمر سنوات على الساحة، لذا تصدرت الكوميديا المشهد سنوات عدة لينتقل النجاح إلى أفلام الحركة.

ويضيف صلاح الدين أن الكوميديا لن تفقد مكانتها خلال فترة قريبة، مرجعاً تصدر أفلام الحركة المشهد إلى عدم تشبع الجمهور منها حتى الآن، بالإضافة إلى الابهار في الصورة، وهو أمر لم تشهده السينما المصرية سابقاً.

حسن الرداد الذي يعتزم تقديم فيلم حركة في صيف 2019 بعد تجارب كوميدية سينمائية عدة، يرجع اتخاذه هذه الخطوة إلى رغبته في التغيير، مؤكداً أنه يهدف إلى تقديم فيلمين سنوياً: كوميدي وأكشن.

ويضيف أن إيرادات أفلام الحركة الضخمة ليست معياره الوحيد في التعامل مع اختياراته، مشيراً إلى أنه عندما قرّر التوجه إلى الكوميديا علّق كثيرون بأنه لا يصلح لها، لكن بعد أول تجربة تغيرت وجهة نظرهم، وهو يريد أن يخوض تجربة الأكشن هذه المرة كي لا يُحصر في قالب سينمائي محدد.

رأي النقد

تعتبر الناقدة ماجدة خير الله أن السيناريو يؤدي دوراً أساسياً في نجاح العمل، مشيرة إلى أن مشكلة الأفلام الكوميدية طريقة تعامل النجوم معها، إذ يركزون على الإيفيهات من دون أي اهتمام بالسيناريو، بالإضافة إلى الاعتماد على جماهيرية النجم من دون وجود معيار واضح في اختيار الفكرة والمعالجة السينمائية للنص.

وتضيف خير الله أن الفارق كبير بين الكوميديا السينمائية في بداية الألفية وبين الأعمال الراهنة حيث التكرار في المضمون، لافتة إلى أن ذلك يغلب على أعمال نجوم «مسرح مصر» الذين لم يحققوا نجاحاً سينمائياً على عكس المسرح لاعتمادهم على التكرار.

وتشير الناقدة المصرية إلى مشكلة لدى النجوم في التعامل مع ثقة الجمهور فيهم، مؤكدة أن ياسمين عبد العزيز مثلاً لم تقدم أي جديد في تجربتها الأخيرة «الأبلة طم طم»، من ثم تراجعت في شباك التذاكر لأن الجمهور لن يُقبل على مشاهدة عمل جهّزه صانعوه سريعاً وحمل أفكاراً استهلكتها البطلة مرات عدة.