يبدو أن الأسبوع الثامن من عمر التكليف سيحمل حلحلة تضع حدا للتأخير الحاصل في تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد إصرار كل طرف على مواقفه، الأمر الذي أعاق ولادة صيغة حكومية تحظى بالتوافق بين مختلف المكونات.

وتأتي هذه الإيجابية من كلام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أمس، الذي جزم بأن «الحكومة ستولد خلال اسبوع او اثنين». وأكد الحريري «أنني متفائل وأتواصل مع الجميع»، مشيرا الى ان «هذا التواصل سينتج حكومة قريبا ولا شيء يمنعني من لقاء (وزير الخارجية جبران) باسيل». وأضاف: «نحاول تهدئة الجميع وجوّنا ايجابي وجو التيار الوطني ايجابي ايضا». وقال: «أنا متمسك بان تكون حكومة وفاق وطني يتمثل فيها الجميع وسألتقي رئيس الجمهورية قريبا». وختم: «انا الرئيس المكلف وأشكل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل الاحزاب والكتل ممثلة في الحكومة، وبناء عليه اقوم بالاتصالات وبنتيجتها اقابل الرئيس عون ونتشاور ونصدر التشكيلة الحكومية».

Ad

الخوري

وكان وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس الخوري عقد اجتماعا في مكتبه في الوزارة، أمس، مع عضو كتلة «لبنان القوي» النائب الياس بو صعب، تم خلاله التباحث في مجموعة من النقاط الآيلة إلى تسهيل تشكيل الحكومة، ومعالجة مجموعة العقد التي تؤخر التشكيل والتي تعني غالبية الأطراف السياسية. وأكدت مصادر متابعة إن «الطرفين اتفقا أن يصار إلى وضع الرئيس الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالاقتراحات المطروحة والعودة إلى عقد لقاء اليوم، على ان يتم الاتفاق على صيغة حكومية مقبولة خلال 10 ايام على ابعد تقدير».

زوار بعبدا

في السياق، اكتفى زوار قصر بعبدا، امس، بالإعراب عن الامل في ولادة حكومة جديدة قريبا، وبالاشارة الى ان «الاتصالات والمشاورات التي يجريها الحريري قطعت شوطا كبيرا».

وعن نقل الخلافات الى داخل مجلس الوزراء من خلال تمثل كل الكتل النيابية والقوى الحزبية ينقل الزوار ان «الرئيس عون يعوّل على اعتماد الحكومة الخطوط العريضة لخطاب القسم والتي يكررها في مواقفه» ويرى ان «البلاد لا تقوم الا بتعاون كل مكوناتها الطائفية والسياسية وان الرهان يبقى على وحدة اللبنانيين».

انتخاب اللجان

في موازاة ذلك، وبناء على دعوة رئيس البرلمان نبيه بري، يعقد المجلس النيابي اليوم جلسة لانتخاب اللجان النيابية، بعدما انتخب في جلسة عقدها في اعقاب الانتخابات النيابية رئيسه ونائبه وهيئة المكتب.

وترأس بري، أمس، اجتماع هيئة مكتب المجلس، وبعد الاجتماع أوضح نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي أن «اجتماع هيئة مكتب المجلس كان للبحث في انتخابات اللّجان النيابية التي كان يجب أن تجرى فور انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، واستمراراً لها»، مشيراً إلى أن «الأجواء كانت إيجابية وتوافقية».

وعما اذا كان عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان سيكون رئيساً للجنة الإدارة والعدل، أجاب: «هذا مرتبط بإعلان التوافق في المجلس غداً (اليوم) او إجراء انتخابات، ولكن الأرجح ان هناك توافقا حول هذا الشأن».

وكانت أشارت مصادر في حزب «القوات اللبنانية» إلى أنه «تم التوافق على رئاسة لجنتين أساسيتين من اللجان النيابية، والأمر بات محسوماً فيما يتعلق بلجنة الإدارة والعدل التي سيرأسها عدوان، ولجنة المهجرين التي سيرأسها النائب جان طالوزيان المنضم إلى تكتل الجمهورية القوية».

عون

وفي اول رد فعل على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، إن انسحاب الولايات المتحدة «الاحادي» من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران سيكون له تبعات «سلبية» على الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال مكتب عون، في بيان يلخص مجريات اجتماعه مع حسين جابري أنصاري المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الإيرانية: «أعرب الرئيس عون عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، الذي كان اعتبره لبنان ركنا أساسيا للاستقرار في المنطقة ويساهم في جعلها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل». وقال عون إنه يرحب بالتزام باقي الدول بالاتفاق.