حرق الشاب الفرنسي كيليان مبابي المراحل بسرعة جنونية. توقّع له متابعو كرة القدم مستقبلا باهرا بعد تألقه في موناكو، ثم انتقاله الى باريس سان جرمان مطلع الصيف الماضي في صفقة قدرت قيمتها بـ 180 مليون يورو، إلا انه حقق، بسرعة تفوق سرعته على أرض الملعب، حلم التتويج بلقب كأس العالم في عمر 19 عاما فقط.

لم يكتف بذلك، فقد أصبح مبابي أصغر لاعب فرنسي يتوج بطلا للعالم، وأصغر لاعب يدون اسمه في السجل التهديفي للمباراة النهائية، بهدف رفع به رصيده الى أربعة في مونديال 2018.

Ad

وتخطى مبابي مواطنيه تييري هنري (الهداف التاريخي للمنتخب) ودافيد تريزيغيه اللذين توجا بكأس العالم 1998، بعدما تخطيا العشرين بقليل، علما بأنهما لم يسجلا في النهائي.

بعد ذلك التتويج بعقدين من الزمن، بات مبابي ثاني أصغر لاعب يسجل هدفا في مباراة نهائية لكأس العالم بعد الأسطورة بيليه عام 1958، قبل أن يتسلم جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة الحالية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحاضر الأحد في ملعب لوجنيكي بموسكو.

وقال مبابي بعد الفوز: "أنا سعيد جدا، لقد كشفت عن طموحاتي في بداية كأس العالم، وهي الفوز باللقب العالمي. هذه هي الأجواء التي كنا نرغب في أن نعيشها. نحن فخورون بأن نجعل الفرنسيين سعداء، وندرك أن كان لدينا هذا الدور أيضا، ونرى أنهم سينسون كل مشاكلهم".

وأضاف: "قلت دائما إنني لا أريد أن أكون مجرد عابر في عالم كرة القدم. التتويج بلقب كأس العالم يعتبر رسالة، جواز سفر لمواصلة العمل والقيام بشيء أفضل (...) أشعر برغبة في النوم، لكنني لن أنام، سنحتفل بما حققناه. سنعود إلى العمل في غضون أسابيع قليلة".

لم يكن مبابي يحلم بما حصل له، على الرغم من موهبته. توج بطلا لفرنسا قبل موسمين مع موناكو، ثم انتقل الى باريس سان جرمان مقابل 180 مليون يورو، قبل أن يتوج بطلا للعالم مع فرنسا... وكل ذلك في أقل من عامين!

جاء هدفه في المباراة النهائية ضد كرواتيا (الرابع في نتيجة 4- 2) ليحسم النتيجة لمصلحة فريقه، بعدما تلقى كرة من لوكاس هرنانديز، فقام بحركة فنية ماكرة قبل أن يسدد في شباك الكرواتي دانيال سوباشيتش في الدقيقة 65.

خاض مبابي حتى الآن 22 مباراة دولية سجل خلالها 8 أهداف، ونجح في 5 تمريرات حاسمة، ولفت الانظار في المواجهة ضد الأرجنتين لا سيما بفضل سرعته (32.4 كلم/ساعة، وفق "فيفا")، عندما حصل على ركلة جزاء وسجل هدفين في اللقاء الذي انتهى بفوز مثير للمنتخب الفرنسي 4- 3.

وقد أشاد به لاعب وسط منتخب فرنسا الفائز بمونديال 1998 يوري دجوركايف، الذي قال لصحيفة "لو فيغارو" السبت: "ثمة مبابي والآخرون. بلغ بعدا جديدا من خلال أدائه الذي وضعه الى جانب الكبار".

خاض مبابي أهم مباراة في مسيرته القصيرة نسبيا من دون توتر، بدا مبتسما ومرتاحا في النفق المؤدي الى أرضية الملعب قبل بداية المباراة.

وكان قد لخص النهائي بقوله لموقع الاتحاد الفرنسي للعبة "أجدها كلعبة في الواقع (...) اذا لم تستمتع بخوض مباراة نهائية ما، فلن تستمتع أبدا في حياتك! بطبيعة الحال، ثمة متطلبات يتعين عليك القيام بها من خلال التضحية من أجل المجموعة، لكن يجب أن تستمتع، ولأنك تخوض ذلك مرة في الحياة بكل تأكيد".

يتمتع بثقة عالية بالنفس، لكنه تلقى بعض الانتقادات من خلال بعض تصرفاته عندما استأثر بالكرة بين قدميه، محاولا إضاعة الوقت في مواجهة بلجيكا خلال نصف النهائي.