حديثنا اليوم عن مدينة الأحمدي العريقة، تلك المدينة التي لها شجون وذكريات لدى كل مواطن كويتي، فهي بداية عاصمة النفط لدولتنا الحبيبة، وكانت فيها الأنشطة المختلفة مما جعل منها وجهة أهل الكويت والمقيمين على أرضها الحبيبة، حيث كانت تلك الأنشطة تتعدد خلال السنة بمختلف فصولها وتشتمل على مختلف الأنشطة الاجتماعية والدينية وغيرها، فمن منا لا يتذكر يوم الأحمدي الرياضي؟!

يوم الأحمدي الرياضي الذي كان بمثابة عرس رياضي لأهل الكويت، والذي كان يتضمن الكثير من الفعاليات التي تناسب الكبير والصغير من الذكور والإناث، ولكن للأسف تم وقف هذا اليوم المميز منذ عام 2006 إلى يومنا هذا ولا نعرف السبب!

Ad

صممت مدينة الأحمدي لتكون مدينة متكاملة مستقلة بذاتها بكل خدماتها الأساسية والترفيهية، إذ كان الموظف حينها لا يهتم بشيء إلا بالعمل الجاد والدؤوب لأن كل الخدمات موفرة له في تلك المدينة العريقة، وأقصد بتلك الخدمات: السكن، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية والرياضية ومراكز التسوق والمدينة الصناعية والمدارس والحدائق والمسارح إضافة إلى الإدارات الحكومية الرئيسة وغيرها.

ولكن للأسف بعد الغزو العراقي الغاشم على كويتنا الحبيبة أهملت تلك المدينة على الرغم من وجود أنظمة تمكنها من الحفاظ على هوية تلك المدينة التي كانت تتسم بالطابع المتطور حينذاك، ولكنها للأسف ما عادت مزدهرة بل بدأت مرحلة الشيخوخة المبكرة حتى وصل الأمر إلى أن تكلفة الصيانة لبيوت الأحمدي وخدماتها غدت مكلفة جدا وفي حاجة الى إعادة بناء بعد أن انتهى عمرها الافتراضي.

تم التفكير في إعادة بناء تلك المدينة بعدة خيارات وإرجاعها إلى هويتها الإنكليزية القديمة، وهي هوية شركة نفط الكويت المميزة، وذلك بإعادة بناء 2500 بيت بنظام BOT تبنى من خلال مستثمرين، وتم التصميم المبدئي مع أحد البيوت الاستشارية لبناء تلك المدينة مع باقي المباني المرافقة للمشروع من أندية رياضية وحدائق ومتنزهات وغيرها من الخدمات ذات المستوى الرفيع، وبالفعل تم عرض الموضوع على القيادة السياسية حينها، وقد تم أخذ التوجيهات بالمحافظة على هوية هذه المدينة بكل الأشكال الممكنة، ولكن فوجئنا بأنه تم إيقاف العمل بنظام الـBOT على مستوى الدولة في ذلك الوقت، ففكرت الشركة في خيارات وسبل أخرى لتنفيذ المشروع وهي البناء على مراحل وبشكل مباشر، وفعلاً تم تنفيذ المرحلة الأولى ببناء 160 بيتاً على أن تبنى بقية البيوت لاحقا، ولكن تم إيقاف المشروع بسبب الأوضاع الاقتصادية.

في الأخير أرجو الانتباه إلى المدينة العزيزة مدينة الأحمدي (عاصمة النفط) تلك المدينة التي سميت باسم حاكم الكويت السابق الشيخ أحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، وإرجاعها إلى مكانتها السابقة التي تليق بسمعة شركة نفط الكويت على أن يكون بناؤها متكاملاً من خلال Master Plan، فهي التاريخ والحاضر والمستقبل، إن شاء الله.

فهل ما زلنا نفكر أن تكون الكويت عاصمة النفط، ومدينة الأحمدي عاصمة الكويت النفطية بلا هوية؟