دائماً هناك أحداث تكون كما المرهم الشافي لكثير من الجروح في بعض الأمور بالكويت... تشعرنا أننا مازلنا في القمة، وأن بلادنا كما هي شامخة جميلة مستمرة في التقدم والتطور، مستمرة في جعلنا نفخر ونعتز بهويتها الغالية، هذه بلادنا التي بناها أجدادنا بسواعدهم بقيادة قادتنا الأخيار المحبين لها، مضحين لأجلها بأرواحهم ودمائهم.

اليوم نعيش فخراً جديداً علينا... نحس معه بشعور رائع يجعلنا نفتخر بوطننا شاعرين بقوتنا وقوة سياستنا وحنكة وذكاء أميرنا قائد الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد، أطال الله في عمره وأمده بالصحة والعافية، فهو رمز الأمان والسلام، والعقل المفكر والمحايد، لا على المستوى المحلي فقط، بل الخليجي والعربي كذلك، ومن هذا الذي لا يعرف سموه؟ من لا يعرف قائد الإنسانية على مستوى العالم بما يقدمه باسم الكويت في مساعدة الجميع على المستوى العالمي الإنساني؟!

Ad

وها نحن نعيش هذه الأيام، ونرى هذه الإنجازات في عهده، حفظه الله، إنجازات ستصبح بصمة منيرة في التاريخ بحق الكويت وقيادتها، فالحكمة من حكيمنا والفخر لنا.

فالتعاون الذي تشهده البلاد هذه الأيام، والأول من نوعه خليجياً مع الصين، يعتبر من أهم الإنجازات العالمية التي تشهدها المنطقة، وهذا النوع من التعاون سوف يقلب جميع الموازين في المنطقة، ليحول الكويت إلى مركز مالي، فضلاً عما ستشهده البلاد معه من تغير في الجانب الدبلوماسي والسياسي الاقتصادي والتجاري والأمني، كل ذلك بفضل أميرنا المفدى القائد الحكيم الصبور حفظه الله ورعاه، الذي وضع أولى لبنات بناء كويت المستقبل في مبادرة الحزام وطريق الحرير ومدينة الحرير.

هذا ‏التعاون بين الكويت والصين يصب في سياسة الكويت المتوازنة لتحقيق أهداف عديدة، منها الحفاظ على علاقات متميزة مع كل القوى الدولية، وتحقيق توازن في العلاقة بين قوى الشرق والغرب، وتعظيم درجة الثقة بالكويت كدولة محورية إقليمياً، و‏انفتاح الكويت على ثقافات وخبرات متعددة، وأخيراً ‏تنويع سلة الاستثمارات عالمياً.

رغم صغر مساحة أرضنا، فإننا أقوياء في اتخاذ قراراتنا وتعاوناتنا بفضل أميرنا، حفظه الله، فليس غريباً علينا أن تكون الكويت دائماً مميزة، فهي بلد النهار وسوف تظل، ولا عزاء للأفواه التي تنتظر أي خطأ أو إخفاق حتى تتصيد في المياه العكرة. نقول ذلك مع أننا لا ننكر أن هناك فساداً في كثير من القطاعات، إلا أن هذا الفساد بات أمراً عالمياً في جميع الدول لاسيما الدول المتقدمة.

كل فاسد لا ينتمي إلى هذا الوطن، ولو كان يحمل هويته وعائلة تنتسب إليه... والكويتي المحب الحقيقي لوطنه لا تهون عليه هذه الأرض الكريمة، سواء بالأفعال أو بالأقوال، بل يرى بلاده دائما خفاقة في الأعلى... فإذا كان هناك فاسد فمقابله عشرات المصلحين والمحبين والغيورين على هذا البلد وأمواله، لكن بلادنا صغيرة المساحة والتعداد، والإعلام متعدد الوسائل، فمن الطبيعي أن يصبح الفساد ظاهراً أحيانا، ومن لم يحاسب في هذه الدنيا ينتظره حساب عظيم في الآخرة.

لا أحب الإطالة في عرض فكرة المقال، لكنني أرى هذا البلد الغالي الكويت كبيراً جداً رغم صغر حجم المساحة، كبيراً في عيون من يحبه ويفديه بروحه، كبيراً في عيون من لا يستطيع فراقه، حتى بجوه القاسي في هذا الصيف الحار جداً نراه جنتنا في هذه الدنيا... حفظ الله بلادنا وأميرنا الغالي حكيم العرب.