بعد نحو 10 أيام على اتهام دبلوماسي إيراني بالمشاركة في مخطط اعتداء على اجتماع للمعارضة الإيرانية استضافته فرنسا أخيراً، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن بلاده تحث كل دول العالم على التدقيق بخلفيات أعضاء البعثات الدبلوماسية الإيرانية لضمان أمنها.

واستشهد المسؤول، الذي كشف عن قيام وفد يضم مسؤولين كباراً من وزارة الخارجية الأميركية بزيارة استغرقت 3 أيام في السعودية لإجراء مشاورات بـ«مخطط الاعتداء» الذي كشفته بلجيكا، واتهمت فيه دبلوماسيا إيرانيا يعمل بسفارة بلاده في النمسا، قائلا: «إذا كانت إيران قادرة على التخطيط لشن هجمات بالتفجير في باريس، فهي قادرة على التخطيط لشن هجمات في أي مكان في العالم، ونحث كل الدول على توخي الحذر بشأن استخدام طهران السفارات كغطاء دبلوماسي للتخطيط لعمليات إرهابية».

Ad

وقال المصدر إن وفداً يضم مسؤولين كبارا من مكاتب مختلفة في وزارة الخارجية امضى 3 أيام في السعودية، وأجرى مشاورات مع ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الطاقة ورئيس هيئة الاستخبارات.

وأضاف أن الوفد ذهب إلى السعودية لـ«تنسيق ضغط أقوى على إيران، ومناقشة سبل جديدة لحرمان النظام الإيراني من العائدات التي يستخدمها لترويع الناس والأمم الأخرى. كما ناقشنا كيف تستخدم إيران السفارات كغطاء للتخطيط لهجمات إرهابية».

وأشار إلى أن «مسؤولين من وزارة الخارجية زاروا البحرين أمس الأول، بينما اختتم وزير الخارجية مايك بومبيو زيارته لأبوظبي، وتظهر هذه الزيارات أن الولايات المتحدة وشركاءها في الخليج يعملون معا بشكل جيد جدا، للضغط على إيران حتى تبدأ بالتصرف مثل البلدان الطبيعية».

واعتبر أن الجهود المشتركة للولايات المتحدة ودول الخليج «رادع قوي»، موكداً مواصلة «استكشاف الأفكار والمبادرات لزيادة التكاليف على إيران بسبب سلوكها الخبيث».

وذكر المسؤول أن الوزير بومبيو يعتزم عقد لقاءات على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، بهدف زيادة الضغط على إيران وطمأنة الحلفاء بشأن إمدادات النفط البديلة.

وأضاف: «ناقشنا خلال اجتماعنا بوزير الطاقة السعودي مسألة التقليل من تعطل السوق، ومساعدة الشركاء على إيجاد بدائل لإمدادات النفط الإيرانية»، التي تهدف واشنطن إلى حظرها بشكل كامل بحلول 4 نوفمبر المقبل.

ورداً على سؤال عن المحادثات الأميركية مع الأطراف التي تستورد النفط من إيران، قال المسؤول: «نعرف أن معظم العملة الصعبة في إيران تصل إليها من صادراتها النفطية، وأنها تستخدم عائداتها النفطية لتمويل حروب خارجية وإثارة العنف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. نحن جديون ومصممون على إعادة فرض عقوباتنا التي تم رفعها بموجب الاتفاق النووي الإيراني ونعمل عن كثب مع الدول لتوفير بدائل لإمدادات النفط الإيرانية. نحن واثقون أننا سنتمكن من القيام بذلك بدون حصول اضطرابات في السوق، ونعمل بشكل وثيق مع السعوديين والدول المنتجة للنفط، للتأكد من أن تكون الإمدادات جيدة في سوق النفط».

تنسيق دفاعي

في سياق متصل، أفاد بيان للخارجية الأميركية بأن القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية السفيرة تينا كايداناو، ستسافر إلى الرياض ضمن جولة تشمل المملكة المتحدة وبلجيكا.

وأضاف البيان: «تجتمع السفيرة كايداناو في السعودية بمسؤولين رفيعي المستوى، لإجراء مناقشات حول قضايا التجارة الدفاعية. تعتبر المملكة حاليا أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأميركية، كما أنها عميل رئيسي للمبيعات الدفاعية التجارية المباشرة».

وتابع: «تلتزم الولايات المتحدة بتوفير المعدات والتدريب والدعم اللازم للدفاع عن السعودية والمنطقة من الإرهاب والنفوذ الإيراني الخبيث، وغيرها من التهديدات مع أكثر من 114 مليار دولار من المبيعات النشيطة، وكما يتضح من اتفاقنا الثنائي الذي أبرمناه في مايو 2017 بقيمة 110 مليارات دولار لتحديث القوات المسلحة السعودية».

شكوى سعودية

إلى ذلك، سلمت السعودية مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة، تشتكي فيها تكرار «تعديات وتجاوزات» القوارب الإيرانية في المناطق المحظورة لحقول ومنصات البترول التي تقع في مياه المملكة الإقليمية.

وقال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي إنه «رغم مذكرات الاحتجاج الموجهة إلى حكومة الجمهورية الإسلامية وللأمين العام للأمم المتحدة، فإنها تكررت بشكل متزايد تعديات وتجاوزات القوارب والزوارق الإيرانية إلى مياه المملكة والمناطق المحظورة لحقوق البترول المعلنة إحداثياتها والموضحة على الخرائط الملاحية العالمية التي تقع في البحر الإقليمي للسعودية»، ومنطقتها الاقتصادية الخالصة في الخليج، وفقاً لخط الحدود البحرية، الذي حدد بموجب الاتفاقية المبرمة بين البلدين في 24 أكتوبر 1968.

وحمل المعلمي الحكومة الإيرانية كل المسؤوليات عن أي ضرر قد ينشأ نتيجة لهذه التعديات والتجاوزات، مطالبا من الأمين العام للأمم المتحدة بتعميم المذكرة على جميع الدول الأعضاء، واعتبارها وثيقة من وثائق الأمم المتحدة.

وغداة إعلان مؤسسة النفط الإيرانية الوطنية توقعها انخفاض صادرتها لدول العالم بمقدار 500 ألف برميل يومياً، أظهرت بيانات شحن ومصادر في قطاع النفط أن واردات الهند من الخام الإيراني تراجعت في يونيو الماضي، وهو أول شهر يعقب إعلان واشنطن إعادة فرض العقوبات على طهران.

سقوط وتصادم

إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية أمس سقوط مقاتلة من طراز (اف 4) للتدريب تابعة للجيش الإيراني ونجاة طاقمها بمحافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي البلاد، فيما أفادت السلطات بمصرع 13 شخصا وإصابة سبعة آخرين من جراء اصطدام شاحنة وقود لنقل النفط بحافلة ركاب في مدينة سنندج بمحافظة كردستان.