افتتح معرض «أزمنة من الفن» الذي يستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي، وأكّد بالمناسبة دور الأعمال الفنية وإسهامها في بناء الشخصية والتنمية البصرية.

والمعرض فرصة ثمينة لمن يريد أن يكوّن صورة أولية تبدو عامة عن الفن التشيكلي المصري، إذ يضمّ أعمال أجيال مختلفة من الفنانين في مختلف المجالات التشكيلية، بداية من الراحل الكبير سيد عبد الرسول (1995-1917)، الذي كان بدوره متعدد الانشغالات الفنية، فمارس فن التصوير الزيتي والغرافيك، بالإضافة إلى الخزف والفخار، وتميز إنتاجه الغزير باستلهامه الطابع الشعبي والتعبير عن الحياة في الريف وفي أعماله صدى للفن الفرعوني مع ملامح من الفن القبطي، وقد جمعها في أسلوب خاص مميز.

Ad

في المعرض إذا يجد الزائر أعمالاً لهذا الفنان الكبير تمتاز بالخصوصية والدفء إلى جانب أعمال علي الغزولي، وهو مخرج درس في قسم التصوير بكلية الفنون التطبيقية وتخرج فيها في عام 1956، ثم أنجز الدراسات الحرة في كلية الفنون الجميلة، وتابع دراسته في إيطاليا، وتخصص طوال مسيرته الفنية في إخراج الأفلام التسجيلية القصيرة. وأعمال الغزولي الذي تجاوز الثمانين من العمر توثق لكثير من جوانب الحياة في مصر، وهو يقدم في المعرض لوحاته عن عالم النوبة بشكل تجريدي من خلال تداخل أشكال وكتل بشرية في حالة امتزاج بكل ما تحمله من مشاعر مستفيضة. بدوره، يقدم مصطفى رحمة لوحته بعنوان «جمهور الست» حيث سجل الجماهير في لحظة انتظار حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.

تجريد وأجيال مختلقة

تتميّز أعمال سمير فؤاد بعنصر الحركة، فهو يهتم بتسجيل الناس أو الموجودات في الحياة اليومية في شكل حركي فتبدو وكأنها تتحرك، وتبرز لوحات رمضان عبد المعتمد تفاصيل الحارة المصرية التي يغلب عليها الضجيج والازدحام والتكدس، فيما يقدّم فريد فاضل صيحة تشكيلية لفلاحة شابة حسناء تحمل جرتها من ماء النيل، وترسم ابتسامة مشرقة تملأ الدنيا بالأمل والحب والدفء.

أما محمد الدمراوي فتتميز لوحاته بالتجريد الهندسي والبناء الرياضي للعمل الفني حيث النظام هو العنصر الأساسي، وقد تعامل الفنان مع المعاني والمفاهيم الكامنة في وعيه الفني، وحملت أعمال علي حسان مشاعر الجنوب، خصوصاً مدينة الأقصر، حيث البشر والعربات والحنطور، ورصدها بإحساس فني مؤثر وحرص على تصويرها بألوان متوازنة تلامس الواقع.

شباب

بجوار أعمال الرواد والأساتذة تجد أعمال فنانين شباب، منهم رانيا جاد وندى محروس ومهنى ياؤد. وتنوع الأجيال ليس سمة هذا المعرض الوحيدة، فكل فنان من هؤلاء يحمل اتجاها مختلفاً عن غيره، ويعبِّر عن تجربة فنية متمايزة. ويعد معرض أزمنة من الفن إطلالة جديدة من دفتر أحوال مصر لمجموعة من الفنانين أضافوا الكثير من وجدانهم.