حافظ المنتخب الإنكليزي على حلمه، وتمكن من التأهل لنصف نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 1990، إثر تحقيقه فوزا غاليا على نظيره السويدي بهدفين نظيفين، في مباراة جمعت بينهما امس في ثالث مواجهات دور الثمانية للبطولة التي تستضيفها روسيا حاليا.

وأحرز هدفي إنكلترا في المباراة، التي أقيمت على أرضية ملعب (سامارا ارينا)، وقادها الحكم الهولندي بيورن كويبرس، المدافع هاري ماغواير في الدقيقة 30، ولاعب الوسط ديلي آلي في الدقيقة 59.

Ad

وبدأت المباراة التي تابعها من الملعب نحو 40 ألف متفرج، كما كان متوقعا، بحذر من جانب منتخب السويد الذي عمد الى تأمين دفاعاته لمنع تلقي شباكه أهدافا مبكرة، مع محاولة شن هجمات منظمة.

وفي المقابل فرض المنتخب الإنكليزي منذ بداية المباراة سيطرته النسبية على الكرة، إلا أن لاعبيه لم يتمكنوا من خلق فرص حقيقية على المرمى في ظل الالتزام الخططي القوي للمنتخب السويدي، الذي امتاز لاعبوه بالهدوء في الملعب.

وبعد مرور دقائق قليلة دخل المنتخب الاسكندنافي لمجريات اللعب بصورة أكبر وبدأ في زيادة استحواذه على الكرة، في ظل تراجع نسبي من لاعبي منتخب "الأسود الثلاثة" لتأمين دفاعاته.

وشهدت الدقيقة 12 أول محاولة حقيقية على المرمى عندما وجه لاعب الوسط السويدي فيكتور كلايسون تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، إلا انها مرت بعيدة أعلى مرمى الحارس الإنكليزي جوردان بيكفورد.

وفي المقابل سنحت الفرصة الأولى للمنتخب الإنكليزي في الدقيقة 19، وكانت لنجمه الأول هاري كين الذي يتصدر قائمة هدافي مونديال روسيا حتى الآن برصيد 6 أهداف، عندما تسلم كرة بينية من الجناح رحيم سترلينغ خارج منطقة الجزاء ووجه تسديدة قوية أرضية زاحفة، إلا أنها مرت بجانب القائم الأيمن للحارس السويدي روبن أولسن.

وتبادل بعدها المنتخبان السيطرة على الكرة في ظل عدم اندفاع أي منهما للهجوم لإحراز هدف، واعتمادهما على نسق بطيء للعب مع احتلال الحفاظ على نظافة الشباك أولوية لديهما.

وعادت الركلات الثابتة لتكون الحل السحري من جديد في مونديال روسيا، حيث حصل المنتخب الإنكليزي على ضربة ركنية في الدقيقة 30 قام بتحويلها لاعبه آشلي يونغ بكرة عرضية متقنة الى داخل منطقة جزاء السويد، ليقابها المدافع هاري ماغواير برأسية متقنة سكنت شباك الحارس أولسن، محرزا بذلك الهدف الأول لمنتخب "الأسود الثلاثة".

وتخلى بعدها المنتخب السويدي عن انكماشه الدفاعي لمحاولة احراز هدف التعادل، إلا انه لم يتمكن من خلق فرص حقيقية على المرمى في ظل الدفاع الإنكليزي القوي.

وعلى عكس حركة اللعب، تمكنت إنكلترا من شن هجمة مرتدة في الدقيقة 44 من تمريرة متقنة من جيسى لينغارد الى سترلينغ الذي اخترق الدفاع السويدي واقتحم منطقة الجزاء، إلا أن الحارس أولسن تمكن من التصدي للكرة ببراعة شديدة ليمنع هدفا محققا لمنتخب "الأسود الثلاثة" وينتهي الشوط الأول بعدها بهدف دون مقابل.

وبلغت نسبة سيطرة إنكلترا على الكرة في الشوط الأول 56 في المئة، بينما سدد لاعبوها خمس تسديدات من بينها تسديدة واحدة داخل حدود المرمى، في مقابل تسديدة واحدة فقط للسويد وكانت خارج اطار المرمى.

وانطلق الشوط الثاني بضغط سويدي كبير لمحاولة تعديل النتيجة في مقابل تراجع دفاعي إنكليزي، وأسفر ذلك سريعا عن فرصة خطيرة "لأحفاد الفايكينغ"، حيث قابل المهاجم ماركوس بيرغ برأسه كرة عرضية في داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 48، الا ان الحارس بيكفورد تصدى لها ببراعة محافظا على نظافة شباكه.

وتراجع بعدها نسق اللعب مع لجوء المنتخب السويدي الى التأمين الدفاعي مجدداً، رغم تأخره بهدف نظيف ليفرض، بذلك نظيره الإنكليزي سيطرته على مجريات المباراة.

واستطاع لاعب الوسط الإنكليزي ديلي آلي احراز الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 59، عندما تلقى تمريرة عرضية من لينغارد داخل منطقة الجزاء وقابلها برأسية قوية لتهتز شباك السويد مجددا.

وانتفضت بعدها السويد لمحاولة احراز هدف، وتمكن لاعبوها من صناعة فرصة شديدة الخطورة في الدقيقة 62، عندما مرر ماركوس بيرغ الكرة في منطقة الجزاء نحو فيكتور كلايسون، الذي سدد الكرة بقوة، لكن الحارس الإنكليزي بيكفورد تمكن من انقاذها ببراعة.

وأجرى المدير الفني للمنتخب السويدي يان أندرسون بعدها تبديلين في الدقيقة الـ65، في محاولة لتحسين الأداء الهجومي لفريقه حيث دفع بالمهاجم جون غويديتي بدلا من أولا تويفونين، واللاعب مارتن أولسون بدلا من لاعب الوسط إميل فورسبرغ.

وخلقت السويد بعدها فرصة خطيرة في الدقيقة 72، عندما ارسل غويديتي الكرة الى المهاجم ماركوس بيرغ داخل منطقة الجزاء ليسددها بقوة، إلا أن الحارس الإنكليزي بيكفورد أخرجها بأطراف أصابعه ببراعة.

وحاول بعدها المدير الفني الوطني للمنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت تأمين خطوطه بشكل أكبر، حيث قرر بالدفع بلاعب خط الوسط فابيان ديلف الذي يغلب على طريقة لعبه الجانب الدفاعي بدلا من لاعب الوسط المهاجم ديلي آلي في الدقيقة 77 قبل ان يجري تبديلا ثانيا في نصف الملعب بنزول إيريك داير بدلا من جوردان هندرسون في الدقيقة 85.

ولم يشهد ما تبقى من مجريات الشوط الثاني تمكن المنتخبين من صناعة المزيد من الفرص الخطيرة، حيث عمد المنتخب الإنكليزي الى تهدئة اللعب وتأمين دفاعاته، بينما لم يستطع لاعبو السويد فك شفرة مرمى الحارس بيكفورد، لتنتهي المباراة بفوز غال لإنكلترا بهدفين نظيفين تتأهل بموجبه للدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990.

نسبة استحواذ إنكلترا 56%

بلغت نسبة سيطرة إنكلترا على الكرة في المباراة 56 في المئة، فيما وجه لاعبوها 12 تسديدة، منها محاولتان فقط بين حدود المرمى في مقابل سبع تسديدات للاعبي السويد، بينها 3 كرات داخل حدود المرمى.

وحصل الحارس الإنكليزي جوردان بيكفورد على جائزة أفضل لاعب في المباراة، اثر دفاعه ببراعة عن عرينه، خصوصا من خلال تصدياته البارعة لثلاث تسديدات سويدية شديدة الخطورة.