لا شك في أن أحد هذه الأفلام مختلف تماماً عن الفيلمين الآخرين. فلا يشكّل Tag المثال الأخير على نضوب مخيلة هوليوود المبدعة فحسب، بل يُعتبر أيضاً دليلاً على أن لا أحد يأبه بأن جفاف هذه المخيلة يزداد عمقاً واتساعاً.

يروي المثال الأخير على المواد التافهة والمملة، التي تُعرض كوسيلة تسلية، قصة خمسة أصدقاء يلعبون لعبة مطاردة (tag) في شهر مايو طوال 30 سنة. يُعتبر جيري (جيريمي رينر) ملك هذه اللعبة لأن لا أحد نجح في الإمساك به. لذلك يقرر الأصدقاء الأربعة الآخرون، هوجي (إد هيلمز)، وكالاهان (جون هام)، وسابل (هانيبال بورس)، وتشيلي (جايك جونسون)، أن يضعوا هذه السنة حداً لقدرته على التملص. ويأملون النجاح حقاً لأنهم يعرفون أن جيري سيكون في مكان محدد حيث يرتب لحفلة زفافه.

Ad

ولكن حتى كاتبا السيناريو روب ماكيتريك (Waiting…) ومارك ستيلن (The Pooch and the Pauper) يقران بأن القصة الأصلية لم تتضمن مواد كافية لملء فيلم. وتشمل العناصر «الحقيقية» التي عُدّلت، إلى جانب خفض عدد اللاعبين الفعلي من عشرة إلى خمسة، تغيير عدد أفراد المجموعة الذين نجحوا في الواقع في التملص من المطاردة. ففكرة ابتكار شخصية واحدة بارعة في اللعبة بدت ضرورية في سعي معدي العمل إلى توليد نوع من التوتر.

رغم التلاعب بطبيعة الفيلم الفعلية بإضافة عناصر مهمة، يتألف أكبر جزء من Tag من مشاهد نرى فيها خمسة رجال يركضون. وهكذا يأخذ المخرج جيف تومسيك (Crazy House) عنصر الركض ويوجه الفيلم عبر مشاهد من المزيد من الركض إلى أن ينتهي به المطاف إلى عدد إضافي من مشاهد الركض.

نرى الحالات الاستثنائية الوحيدة عندما تقرر المجموعة أن لعبتها مهمة جداً، ما يدفع بأفرادها إلى تجاهل القانون باقتحامهم المنازل، وتعذيبهم أشخاصاً عابري سبيل، وتخريبهم الممتلكات العامة، حتى إنهم يهاجمون أحدهم الآخر في بعض المشاهد بطريقة جسدية عنيفة تدخل أي إنسان فعلي في غيبوبة.

خلفيات

ولكن لا داعي لأن تعوق الحقيقة درب سرد قصة حقيقية. يكتفي ماكيتريك وستيلن بالرجوع خطوة إلى الوراء وابتكار بعض الخلفيات المثيرة للاهتمام للشخصيات.

نتيجة لذلك، لا تستند شخصية أي من أفراد المجموعة في الفيلم إلى اللاعبين في الواقع، ما يفتح في المجال إزاء بعض الأفكار الخصبة. وهكذا صار بإمكانهما تفسير لمَ تبدو زوجة هوجي آنا (آيلا فيشر) مريضة نفسية أو كيف نجح كالاهان في الحصول على وظيفة وضعته على رأس شركة ضخمة في حين أنه لا يملك أدنى فكرة عن هذه الشركة أو ما تقوم به.

من دون هذه الخلفية، يتحوّل اللاعبون إلى مجرد كائنات سطحية تتعاطى مع مواقف نمطية: الرجل الوسيم، والصديق المحب، والفائز المتعجرف، واللامبالي، والجاد. نتيجة لذلك، تخال أن ثمة برنامج كمبيوتر من إعداد «شركة سيناريوهات» يطوّر هذه الشخصيات التقليدية.

يمضي Tag قدماً بوتيرة متثاقلة، آملاً بأن تكون شعبية ممثليه وسيلة كافية لإلهاء المشاهد عن واقع أن هذا السيناريو لا يختلف عما قد يُكتب على الأوراق الصغيرة داخل كعك الحظ. حتى الممثلون شعروا بأنهم الخيار البديل الذي استعان به معدو الفيلم عندما رفض ممثلون أكثر ذكاء هذا المشروع.

يبدو هيلمز دوماً كنسخة هزيلة من ستيف كارل. ولا شك في أن شخصية جونسون كانت ستبدو أكثر تميزاً لو أداها تشارلي داي. ويقدّم بورس شخصية كانت ستغدو أكثر تأثيراً وتشويقاً مع كيفن هارت. كذلك تخال رينر في دور الرجل القوي باهتاً عندما تُقارنه بجيسون ستاثام. أما دور هام، فمناسب بما أن هام قلما يُخطئ.

مشاهدون

يكمن الخوف في أن يحظى Tag بعدد كبير من المشاهدين، ما يولّد فكرة ضرورة إنتاج جزء ثانٍ منه. وإذا حدث ذلك، فترقبوا نزول فيلم «لعبة الكراسي: الصامد المغامر» أو «شد الحبل، شد الحبل: الصراع الأخير» إلى صالات السينما. وسيرتكزان إلى قصة حقيقية.