تتحدث بعض المعلومات، التي يجري تناقلها على نطاق واسع، عن أن الولايات المتحدة باتت مهتمة بدعم بعض المجموعات القومية الإيرانية المسلحة، المناهضة لما يسمى نظام "الملالي" في طهران، كالأكراد والعرب و"البلوش" وغيرهم، وهذا يعني أن واشنطن أصبحت معنية بإسقاط هذا النظام، واستبداله بآخر ديمقراطي، وأن الأمر قد يكون جدياً وجاداً هذه المرة!

ولعل ما يستدعي التوقف عنده وبكل جدية واهتمام أنه يُنسب إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هدفه ليس تغيير نظام "الملالي"، وإنما إجباره على تغيير سلوكه، وهذا يفسره ويعتبره حتى بعض من كانوا كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، أنه يعني عملياً إسقاط هذا النظام، لأن تغيير السلوك يعني تغيير المستهدف، وإجبار حتى الإنسان العادي على تغيير سلوكه يعني عملياً استبداله.

Ad

وحقيقة إن هذا قد جاء خلال الفترة التي عقدت فيها حركة "مجاهدي خلق" المقاتلة، السبت الماضي، مؤتمرها السنوي في باريس، بمشاركة بعض كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين السابقين الذين يعكسون مواقف بلدانهم الرسمية، والذين طالبوا بإسقاط النظام الإيراني، واستبداله ببديل ديمقراطي يستطيع التعايش مع الدول المجاورة.

ويلاحظ في هذا المجال، وهذا جرى الحديث عنه والتنديد به في مؤتمر، أو تجمع، مجاهدي خلق المشار إليه، الذي شارك فيه ما يقدر بربع مليون من الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج في أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى، أن هناك، كما جرى الحديث عنه في هذا التجمع الهائل حقاً، محاولات يبدو أنها جادة للمراهنة على نجل الشاه السابق رضا بهلوي، ليكون البديل لكل أطراف المعارضة الإيرانية، وليلعب الدور الذي كان لعبه والده، والقيام بانقلاب عسكري ضد الأطراف التي توصف بأنها ديمقراطية، وعلى غرار ما حدث في عام 1953 مع المصلح والديمقراطي محمد مصدق... لكن هناك من يستبعد هذا، على اعتبار أن الظروف الحالية تختلف كثيراً عن تلك الظروف القديمة.

في كل الأحوال يبدو أن الأمور جدية هذه المرة، وأن الولايات المتحدة غدت مقتنعة بضرورة التخلص من هذا النظام الذي لم يعد مقبولاً في إيران، وأدخل هذه المنطقة في كل هذه "الشيطنة" المدمرة، ويرفض الانسحاب من الدول التي يتدخل عسكرياً في شؤونها الداخلية، لأنه بهذا التدخل يقوم بتصدير مشاكله المتفاقمة، وهي مشاكل معقدة وكثيرة تسببت في كل هذه الانتفاضات المتلاحقة الجدية.