تزامناً مع احتفالات مصر بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو 2013، افتتحت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم ومحافظ الغربية اللواء أحمد صقر المركز الثقافي في طنطا التابع لهيئة قصور الثقافة، بعد إعادة ترميمه وتطويره. وشهدت شوارع المدينة احتفالات تضمنت عروضاً لفرق الفنون الشعبية تلاها عرض للأطفال ذوي القدرات الخاصة قدموا فيه أغاني «أحلف بسماها» و«يا حبيبتي يا مصر» و«فيها حاجة حلوة».

انتقل الاحتفال بعد ذلك إلى قاعة المسرح، حيث قدّم أطفال وشباب مركز تنمية المواهب مجموعة من الأغاني الوطنية، تخللتها استعراضات فنية وعروض باليه، قبل اختتام الاحتفال بأوبريت «الوطن الأكبر».

Ad

قالت وزيرة الثقافة إن هذا المسرح يعد إضافة إلى البنية الثقافية في مصر وأضحى منارة ومركزاً للإشعاع الفني والثقافي، وهو شريان جديد للثقافة والفنون في قلب الدلتا، والهدف من إعادة إحياء المسرح استعاده دوره التنويري بما يليق بمكانة مدينة طنطا.

وترجع أهمية مسرح طنطا إلى كونه أحد أهم المسارح في مصر تاريخياً ومعمارياً، إذ شيد قبل 82 عاماً، وصممه مهندس إيطالي، وأسهم هذا المسرح في إثراء الحركة الفنية في مدينة طنطا على مدار أكثر من نصف قرن، وكان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزاً رئيساً لنشر الثقافة.

وأفتتح المسرح للمرة الأولى، رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى باشا النحاس عام 1936، ومنذ ذلك التاريخ تألق على خشبته عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، الذي أبدى إعجابه الشديد به وقال: «لو كان بإمكاني أن أنقل هذا الصرح إلى القاهرة لفعلت»، إلى جانب كل من أمينة رزق، وزكي طليمات، وسميحة أيوب، وغنّى النجوم: كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومحمد فوزي، وخطب على مسرحه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي، كذلك استضاف حفلات الموسيقى العربية وفرق الإنشاد الديني والفنون الشعبية.

وبحسب تصريحات مدير عام الثقافة في محافظة الغربية جابر سركيس، بلغت التكلفة الإجمالية لتطوير المسرح وترميمه 50 مليون جنيه، مضيفاً: «محافظة الغربية في حاجة إلى خدمة ثقافية من خلال مسرح طنطا وسنعمل على تقديمها بما يسهم في رفع الوعي الثقافي وتغيير الذوق الفني ومواجهة أشكال التطرف والإرهاب».

يقع المسرح في ميدان الجمهورية في مدينة طنطا على مساحة 1500 متر مربع ويتسع لـ 450 مشاهداً في ثلاثة مستويات واستغرق تطويره ثماني سنوات، ويضمّ قاعات لتكنولوجيا المعلومات، وصالة لكبار الزوار، وغرفاً للفنانين، وصالات للتدريبات، وقاعات للأنشطة الثقافية والفنية، وتبلغ خشبة المسرح 12 متراً طولاً و20 متراً عرضاً بارتفاع 20 متراً، زُودت في التطوير الأخير بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة، ما يؤهلها لاستقبال العروض الفنية الضخمة. كذلك حظي المسرح بأحدث الوسائل التكنولوجية في نظم الحريق والإطفاء والمراقبة بالكاميرات، والتكييف المركزي للهواء.